للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الدراسة:

أشار ابن عقيل في كلامه إلى نكتة لطيفة من لطائف التفسير، وقد استحسنها بعض العلماء ممن جاء بعده ونقلها عنه، كابن العربي حيث قال بعدها: (وهذه من البدائع) (١).

وبيان هذه المسألة:

أن الأصل في وجود الأبناء أن يكون من الأب والأم معاً، ولكنه في هذه الآية نسبه للأم، وأضافه إليها؛ لأن المراد بالأزواج في الآية النساء.

قال السمرقندي: ({وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ} [النحل:٧٢] أي: خلق لكم من نسائكم بنين) (٢).

فذكر ابن عقيل هذه اللطيفة، ووافقه عليها ابن العربي، والقرطبي (٣)، وخلاصتها:

أنه لما كان تخلق المولود في الأم، ووجوده ذا روح وصورة بها، وانفصاله كذلك عنها، أضيف إليها؛ ولأجله تبعها في الرق والحرية وصار مثلها في المالية (٤).

وذكر مسألة فقهية لها شبه بها في باب آخر، فقال: كما لو أكل رجل تمراً في أرض رجل، فسقطت منه نواة في الأرض من يد الآكل فصارت نخلة، فإنها ملك صاحب الأرض دون الآكل بإجماع من الأمة؛ لأنها انفصلت من الآكل ولا قيمة لها (٥).


(١) أحكام القرآن ٣/ ١٤١.
(٢) تفسير السمرقندي ٢/ ٢٨٢.
(٣) الجامع لأحكام القرآن ١٠/ ١٤٣.
(٤) ينظر: شرح منتهى الإرادات ٢/ ٦١٩.
(٥) ينظر: مطالب أولي النهى ٥/ ٥٥٥.

<<  <   >  >>