للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣ - قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " أنا ابن الذبيحين " (١)، يعنى: أباه عبدالله وإسماعيل.

والقول بأن الذبيح إسماعيل هو الراجح لأمور منها:

١ - قوة ما احتج به من قال إن الذبيح إسماعيل.

٢ - إمكان الإجابة على ما احتج به قال إن الذبيح إسحاق.

فقولهم: إن المبشر به هو إسحاق والمبشر به هو المأمور بذبحه، غير مسلم؛ لأن من تأمل الآيات تبين له أن إبراهيم بُشر مرتين، فليس المبشر به إسحاق فحسب، فقد بُشر إبراهيم بإسماعيل مرة، وبشر بإسحاق أخرى، وسياق الآيات يؤيد أن المبشر به المأمور بذبحه هو إسماعيل؛ لأنه بشره بالغلام الحليم ثم جاءت قصة ذبحه ثم عطف عليها البشارة بإسحاق، فدل على أن البشارة الأولى غير الثانية، لأنه لا يجوز حمل كتاب الله على أن معناه فبشرناه بإسحاق ثم بعد انتهاء قصة ذبحه يقول أيضاً: {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (١١٢)} [الصافات:١١٢]، فهو تكرار لا فائدة فيه، ينزه عنه كلام الله، والتأسيس أولى من التأكيد إلا لدليل يجب الرجوع إليه، ومعلوم في اللغة العربية أن العطف يقتضي المغايرة، ففي هذا دلالة واضحة أن الذبيح هو إسماعيل (٢).


(١) أخرجه الطبري في تفسيره ١٩/ ٥٩٨، والحاكم في كتاب تواريخ المتقدمين من الأنبياء والمرسلين باب ذكر إسماعيل عيه الصلاة والسلام ٢/ ٦٠٤ (٤٠٣٦) من حديث معاوية - رضي الله عنه -، قال عنه ابن كثير في تفسيره: (وهذا حديث غريب جداً) ٧/ ٢٩٨٩.
(٢) ينظر: أضواء البيان ٤/ ٣٣٧.

<<  <   >  >>