للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأدب قبل الطلب:

إن الأدب والتزام شيم أهل الأخلاق الحسنة هو جمال العلم، وقليلٌ من الأدب مع شيءٍ من العلم، خيرٌ من كثرة علمٍ مع ضعف أدب.

وقد كان السابقون من الأئمة يتعلمون الأدب ويحرصون عليه كحرصهم على العلم نفسه أو أشد، وكانوا يتعلمون الأدب من أشياخهم كما يتعلمون العلم.

قال الحسن بن إسماعيل: سمعت أبي يقول: «كان يجتمع في مجلس أحمد زهاء خمسة آلاف أو يزيدون، أقل من خمس مئة يكتبون، والباقون يتعلمون منه حسن الأدب، وحسن السمت» (١).

وقال أبو بكر بن المطوعي: «اختلفتُ إلى أبي عبد الله أحمد بن حنبل، ثنتي عشرة سنة وهو يقرأ (المسند) على أولاده، ما كتبتُ منه حديثًا واحدًا؛ إنما كنتُ أنظر إلى هديه وأخلاقه وآدابه» (٢).

وكان الأئمة يرون أن الأدب هو مفتاح العلم، وأن القليل منه خيرٌ من العلم الكثير الخالي من الأدب.

قال شريك - رحمه الله -: «قليلٌ من الأدب خيرٌ، مِن كثيرٍ مِن العلم» (٣).

وقال مخلد بن الحسين - رحمه الله -: «نحنُ إلى قليلٍ مِن الأدب أحوج مِنَّا إلى كثيرٍ مِن الحديث» (٤).


(١) أخرجه ابن الجوزي في مناقب الإمام أحمد ص (٢٨٨).
(٢) المصدر السابق، الموضع نفسه.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٤/ ٣٣٥).
(٤) أخرجه الرَّامَهُرْمُزِي في المحدث الفاصل ص (٥٥٩).

<<  <   >  >>