للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكذلك كان ابن المبارك (١)، والليث بن سعد (٢) يقولان هذا الكلام لطلاب العلم.

والموفق كلما ارتقى في العلم، ارتقى في الأدب وسما في الأخلاق.

قال الحسن - رحمه الله -: «كان الرجل يطلب العلم؛ فلا يلبث أن يُرَى ذلك في تخشعه وهديه ولسانه وبصره ويده» (٣)، وفي هذا يقول الشاعر:

الْعِلْمُ نُورٌ وَجَهْلُ الْمَرْءِ غَيْهَبُهُ ... فَلَيْتَنَا نَحَوَ نُورِ الْعِلْمِ نَسْتَبِقُ

فَراقدُ العلمِ أَخْلَاقٌ تُزَيِّنُهُ ... فَإِنْ جَمَعْتَهُمَا لِلْمَجْدِ تَنْطَلِقُ

فَلَيْسَ يُجْدِى عَلِيمٌ دُونَمَا خُلُقٍ ... وَلَيْسَ يُجْدِى خَلُوقٌ بَاتَ يَخْتَلِقُ

وَاهًَا لِكُلِّ عَلِيمٍ بَاتَ تُجْمِلُهُ ... نَفْسٌ خَلُوقٌ وَبِالأَهْوَاءِ لَا تَثِقُ

وهنالك أصنافٌ من الآداب وصورٌ من محاسن الأخلاق ينبغي لطالب العلم أن يتحلى بها: أدبه مع نفسه، وأدبه مع أستاذه، وأدبه مع زملائه، وأدبه مع عامة الناس، وسنتحدث في هذه العجالة عن هذه الأنواع من الآداب بالتفصيل:


(١) أخرجه عنه ابن المقرئ في معجمه ص (٢٦٨)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٣٢/ ٤٤٥).
(٢) أخرجه أبو طاهر السلفي في الخامس والثلاثين من المشيخة البغدادية ص (٦٨).
(٣) أخرجه ابن المبارك في الزهد والرقائق (١/ ٢٦) رقم (٧٩)، والبيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى ص (٣٢١) رقم (٥٠٢)، وابن عبد البر في جامع بيان العلم (١/ ٢٥٨) رقم (٣١٥)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (٧/ ٦٢)، والخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (١/ ١٤٢) رقم (١٧٥).

<<  <   >  >>