للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العلوم الشرعية هي العلوم المستمدة من الشرع الإسلامي ومن مصدريه الأساسين: القرآن الكريم، والسنة الشريفة، وهي تطلق على التفسير وعلوم القرآن, والحديث النبوي وعلومه, وعلم العقيدة, والفقه وأصوله وقواعده.

وهذه العلوم الشرعية أشرف العلوم على الإطلاق، لشرف ارتباطها بالوحيين الكتاب والسنة، وهي أحق ما يصرف فيه الأوقات والأموال والجهود.

ولا يخفى على كلِّ ذي لبٍّ أنَّ تحصيل هذه العلوم واجب على كل مكلف بما يكفل له عبادةَ الله سبحانه وتعالى على الوجه الذي شرع، وهو ما يعرف بالعلم الضروريُّ الذي بواسطته تُعرف الأحكامُ ويُعمل بها، سواءٌ للذكر أوالأنثى، إذ حاجة المرء لإصلاح دينه وتزكية روحه ليست أقلَّ من حاجته إلى الطعام والشراب وغيرهما من لوازم الحياة.

ومما لا شك فيه أن العلم شرف ونور وفضيلة، كما أن الجهل شر وبلاء ورذيلة، والعلم النافع مصدر الفضائل وينبوعها, والجهل مكمن الرذائل وطريقها، ولذا كان أرفع الناس قدراً, وأعظمهم شأناً, وأعلاهم منزلةً أهل العلم بالله ورسوله: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة:١١].

فكان أولى ما يتنافس فيه المتنافسون، وأحرى ما يتسابق إليه المتسابقون، ما كان بسعادة العبد في معاشه ومعاده كفيلا، وعلى طريق هذه السعادة دليلا، وذلك هو العلم النافع والعمل الصالح اللذان لا سعادة للعبد إلا بهما, ولا نجاة له إلا بالتعلق بسببهما، فمن رُزق العلم والعمل فقد فاز وغنم، ومن حُرم العلم والعمل فالخير كله حرم.

<<  <   >  >>