للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كل وقت» (١).

ولهذا كان من أوجب الواجبات على العباد معرفة العلم والعمل، والذي به نجاتهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة.

ولابد من تنبيه مهم جدًا لطالب العلم وهو أن العلم أعظم عبادة، وأنه ما عبد الله بشيء أعظم من العلم، وأن العمل بالعلم هو الثمرة من العلم والمعرفة، فالعلم بمنزلة الشجرة وثمرته العمل به، فمن عمل بما علم أورثه الله تعالى علم ما لم يعلم، كما قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (٦٦) وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (٦٧) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} [النساء:٦٦ - ٦٨].

فمن أراد الله به الخير والسعادة والنجاة ورفعة المنزلة في الدنيا والآخرة يسَّر له العلم النافع والعمل الصالح كما ثبت في الصحيحين من حديث معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ يُرِدِ الله بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ» (٢).

قال ابن حجر - رحمه الله -: «ومفهوم الحديث أن من لم يتفقه في الدين أي يتعلم قواعد الإسلام وما يتصل بها من الفروع فقد حُرم الخير؛ لأن من لم يعرف أمور دينه لا يكون فقيهًا ولا طالب فقه، فيصح أن يوصف بأنه ما


(١) إعلام الموقعين (٢/ ١٨٢).
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه (١/ ٢٥) رقم (٧١)، ومسلم في صحيحه (٢/ ٧١٩) رقم (١٠٣٧).

<<  <   >  >>