إِنِّي آثرتك بنفسي واخترتك على قومِي إِن قومِي إِن النعم جنب عندنَا وَيسر عنْدكُمْ وَإِنِّي جِئْت لتنكحني وتمنحني فَنَادَى نجبة امْرَأَته وَهِي فِي الْبيُوت غير بعيد يَا أُمَامَة فأجابته فَقَالَ أعندك جَارِيَة لِلْحَارِثِ بْن عَوْف قَالَت وَمَا تامرأة الْحَارِث قَالَ الماعزة المقروظة المبشرة المودمة قَالَت عندنَا امْرَأَة من صالحي النِّسَاء فَأقبل على الْحَارِث فَقَالَ قد أنكحتك القرصافة بنت نجبة ومنحتك ثَلَاثِينَ لقوحا لَيْسَ فِيهَا جداء وَلَا مصرمة فَأحْسن ولَايَة مَا أسْند إِلَيْك من أهل وَمَال ثمَّ دَعَا أمة لَهُ فَأَقْبَلت تسْعَى كَأَنَّهَا فِي إعصار فَقَالَ انطلقي فاستعيني جواري أهلك واضربي قبَّة الضيفان وافرشيها فَإِذا فعلت فتعالي فأعلميني فَانْطَلق فاستعانت جواري أَهلهَا وَضربت الْقبَّة ثمَّ جَاءَت فأعلمته فَقَالَ لِلْحَارِثِ انهض يَا أَبَا أَسمَاء إِلَى هَذِه الْقبَّة ثمَّ أَمر بني عَمه فَقَالَ انْطَلقُوا فَحَدثُوا ضيفكم ثمَّ دَعَا عبداص لَهُ فَحَمله على فرس وَقَالَ انْطلق إِلَى النعم فأتنا بِنَاقَة كوماء نقري مِنْهَا ضيفنا وَنَأْكُل بَاقِيهَا فِي يَوْمنَا فَانْطَلق الْغُلَام فجَاء بِنَاقَة فنحرت وكشط عَنْهَا وَأَقْبل الفتيان يتعاطون لَحمهَا ثمَّ أقبل على امْرَأَته فَقَالَ يَا أُمَامَة أَنِّي قد أنكحت الْحَارِث بْن عَوْف فِي الْموقف الَّذِي رَأَيْت وَلَا يجمل بِنَا أَن يبيت فِينَا عزبًا وَله امْرَأَة وبنتك حَسَنَة السحنة جَيِّدَة الْحلَّة كَامِلَة الظعينة فاصنعيها يبت بهَا فَقَالَت يَا وَيْلَهَا أنكحتها كَمَا تنْكح الْأمة لم تمش فِيهَا السفراء وَلم تكلم فِيهَا الشفعاء وتريد أَن تدْخلهَا كَمَا تدخل الْأمة إِن للبكر جهازًا وصنعة فلذاك أَنا فَقَالَ إياك أَن تَكُونِي حمقاء وَالله لتلنها أَو ليلينها غَيْرك فتكوني بمزجر الْكَلْب قَالَت فَإِنِّي إِلَيْهَا فَجمعت عماتها خالاتها وَقَالَت إِنَّه يُرِيد أَن يدْخل القرصافة على زَوجهَا قُلْنَ بفيك التُّرَاب أنكحتموها كَمَا تنْكح الْأمة وتريدون أَن تدخوها كَذَلِك لَا تطيعيه فَقَالَت اسكتني عني مَا أنتن بمغنيات عني شَرّ نجبة إِن أَنا خالفته فخبرن يصنعنها حَتَّى إِذا ظن أَنَّهُنَّ قد فرغن دنا من الخدر فَقَالَ يَا أُمَامَة مَا فعلتن فَقَالَت قد فَرغْنَا فَأدْخل رَأسه الخدر وَأَقْبل على ابْنَته فَقَالَ يَا قرصافة إِنِّي لَا أَدْرِي مَا أَوْصَاك بِهِ خَالَاتك وعماتك فاحفظي وصيتي ودعي وصيتهن إِنِّي قد أنكحتك رجلا عَظِيم الشّرف واثن الْغنى إِن الْحَارِث بْن عَوْف رجلٌ معود
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute