للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لم أرجُ يَمَ يُمْنِ العواطفِ العصاميةِ، وانحُ وصيدَ المواقف الإماميَّةِ، إلاَّ بقلاص مدح حثها سائقُ أملِ استنجعَ من غمائم الكَرَم، صَوْب هَتُونِ اندفق من غمائم النعم، راجياً أنْ يطبِّقَ بُطنانَ بطاح عِزِّه الذي انقرضَ، متوخيًّا عمارة عِزٍّ انهدمَ بمعْول مَتْربتهِ وانتقضَ، لا انصرمَ ظِلّها ولا انقبضَ، ولا انجزَم فِعْلُ أمْرِها ولا أنخفضَ.

[الثانية]

إنّ أمامَ أيْنُق الثَّناءِ، ويَمْنَةَ مَيْسَرَة السَّناءِ، قائدَ رجاءٍ نَزَع سِرْبالَ سَدَم نَهكَ أعضاءَ أدبه فأضواه، وفارسَ أمْلٍ أشرعَ عاملَ عزمهِ لقَتْلِ قُنوطِ مَطْلبه فأصماه، ومداعسَ عزيمة أسرع لطعن كبِدِ التردُّدِ فأرداهُ، والأجدر بالجَنَاب العالي، والعِزْم الرابي على العوالي، إناخة رِكابِ احتملَتْ دُرَّ بَحْرِ صَدْرِ نُمِّق بحالك حِبْر حَبر عُرض على خَيْرِ وتر مَنحَ مِنَحَ حكمه حُسْنَ السَّنا، واستثمرَ من مطائب إعطائهِ طيب الجنى، وشَرَى بَعْدَ دعِّ ضُرِّ الضّنا، بسوق مُدَّاح حَضْرته حُلْوَ المديح اللّذْ عنا.

[الثالثة]

لمّا ارتدَى مُصلَي حَلْبةِ الأَدبِ بَعْدَ مُجلِّيه، رداءَ حرمان رَفَلَ كُلٌّ منهما فيه، ظَهَرَ مِنْ سيلِ غَضَب المُسلِّي ما يُعجزُ طُوفانُ طافيه، فاستخرج قلمُ دُويِّ الحِكَم، دُرَرَ الكَلَم، من غَوص بحارِ فيهِ، وحينَ فاقا فِلْقَ كل نافثٍ وضاقا بالنجهِ ذَرْعاً عززْناهما بثالث.

[الرابعة]

لم أقصد إلا بصِدْقِ ولاء ملأَ البَراحَ، وصْفاَ فساح وعطر ثناءٍ ضَوع الضرّاح عَرْفاً ففاحَ، وشيمِ غَمام وَدَقَ انسكابُه فأفاح الفلاح، وخُلوص طَويةِ زَخرَ حُسنُ ظنها ففاضَ، نكوصً ياس انكسرَ ساقُ مسابقةِ أمله وإنهاضَ، والإيالة الشريفة، والولاية الوريفة، أولى بهَطل النّدَى وأندى، ورأيها العلي السني أسْمى وأسْدى.

[الخامسة]

ما بالُ رَنْدةِ يَدِ الطالب، عز نِتاجُها وانطمسَ سراط طِيبِ المطالبِ فاقمطر رتاجُها، وتَقَلصتْ بيداءُ المآربِ فضاقتْ فِجاجها، فعلامَ أدَع عن حياض الرغائبِ، وأدرأ عن بياض وجوه المواهب، وأنْتَ مِعْوان المَعاركِ، وعَنان الجَدب العاركِ، وغياثُ الآملِ، وثِمالُ الأراملِ، فعجل بدَرِّكَ الطمِّ، وبَرّكَ الرم، وجودِكَ اليَمَ، وجَوْدك الخِضَم، فَقَدِ انتجع مَنْ أصبح بنخَبهِ محبوباً، بباب لُباب خلائفِ الخلافة بعقوبا، ولو نَثرَ مِنْ نثار هذا المَددِ لديهِ، وَجَبَ تسليمُ زمام راس العراقين عليه إليه، فرام من الطافح الطافحَ الماتحً، وقَنعَ لِحَدَب مَطَا الأزمنة بالناقص الراجح، فَرمْت بالفرائدِ المكنونة، والقلائدِ المصونة، مِنْ منائح الكَرَم قرية الجصلونة، فأنت اسمح باذل، وأرجح صائل، وأنا أصفحُ سائل، وأفْصَحُ قائل.

[السادسة]

إلام تشام سحائبُ اليأس، وتسامُ ركائبُ الكُرَب في سباسب الوَسواس، وترمى كنانة خضر الرَجاءِ، وتدمى أفئِدة الفكر بينَ المدائح والهجاء، وأرفل في مطارفِ الهَوان، وأرقلُ بأيانق الطمع في مهامه الامتهان، والأحسنُ بفلكِ العوائدِ الطّافيةِ، والموارد الصافية الضافية، إدامة نظر الإحسان، وإقامة عَمَدِ الامتنانِ، والرأي فيما تَراهُ المراحم الفاخرة والمكارم الزاخرة، أيدَ اللهُ ظِلِّها الأكملَ، وفضلَها الأطول، ما نَدَبَ وجنة الخَدَ الخد، ووجَبَ على احتساء مُحرماتِ الحَدِّ الحَدُ.

[السابعة]

أرسلتُها سابعَةَ لتستلم رواجب الجلالِ، كالمؤمَل تؤمِّل تَسَنمَ غارب الإجلال، مُسْتَنجِعَة سبائب سيبكَ المِفضال، مِنْ عماية عَماية الإفضال، والرِّفْعة الجَلية الرّامِقَة، والعِزَّة العليةُ السامقَة، أجدر بتشييد المقاصدِ للقاصدِ، وأقدَرُ برَفْع بُنيان القواعد للقاعدِ، مَجدَ اللهُ مراتبَ أركانها، وبَدَّدَ رواتب سُلطانها، ما سَرحَ الصِّوارُ، ونفَح الصُّوارُ، وأضمرَ الليلَ الليلُ، وأظهرَ النهارَ النهارُ.

<<  <   >  >>