للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْموصل فَعِنْدَ ذَلِك خرج اخوه نَاصِر الدولة والمتقي لله وَسَائِر من مَعَهم الى نصيين وَخرج توزون وَرَاءَهُمْ الى الْموصل وَمَعَهُ ابْن شيرزاد فاستخرج مِنْهَا مائَة الف دِينَار

وللنامي يذكر وقْعَة سيف الدولة بتوزون ... على رماحك نصر الله قد نزلا ... فاسال بِهِ يَوْم تلقاك العدى (١) الاسلا

ان ضل سَعْدا على مسراك مطلعة ... فقد دَعَتْهُ العدى المريخ اَوْ زحلا

وَيفتح الله اسباب السَّمَاء الى ... نصر يظل بِهِ توزون قد خذلا

يَا نَاصِر الدّين ان الدّين فِي وزر ... ومؤئل الْملك ان الْملك قد والا

هاني صنائعك الْحسنى ابا حسن ... والت لمن قد بغاك العثر والزللا ...

وَسَار المتقي لله الى الرقة فِي حرمه وَولده وَوَصلهَا اول (١٧٢٨٩) يَوْم من شهر رَمَضَان وانفذ من هُنَاكَ بَابي زَكَرِيَّا (٢) السُّوسِي الى توزون وَقَالَ قل لَهُ قد اوحشتني الظنون السَّيئَة من البريديين وَعرفت انك وهم يَد وَاحِدَة وَقد عَفا الله عَمَّا سلف فان اثرت رضائي فَصَالح نَاصِر الدولة وارجع الى الحضرة فان الامور تستقيم لَك برضائي عَنْك فَقَالَ ابو سعيد (٢) يَا امير الْمُؤمنِينَ اني اخافه على نَفسِي فَقَالَ اذا قصدت الصّلاح كفيت فَقلت لَهُ فان لم يتم الصُّلْح اعود الى وطني قَالَ قد اذنت لَك فَقبلت يَده

فَلَمَّا جِئْت الْموصل هم الاتراك بِي وارتاب توزون بوصولي فَقلت ايها الامير قد كنت اسفر بَيْنك وَبَين ابْن رائق فَهَل عَرفتنِي الا مُسْتَقِيمًا قَالَ صدقت فَقلت انا رجل سني وارى طَاعَة الْخَلِيفَة وَخرجت مَعَه احتسابا لااطلب الدُّنْيَا وَقد انفذني رَسُولا وانتم اولادي ربيتكم وارى الصُّلْح

فاشار عَلَيْهِ ابْن شيرزاد ذَلِك

ووردت الاخبار بمجىء معز الدولة الى وَاسِط فاحب توزون اتمام الصُّلْح وَحصل لِابْنِ شيرزاد مِائَتَا الف دِينَار

وَعقد الْبَلَد على نَاصِر الدولة ثَلَاث سِنِين كل سنة بِثَلَاثَة الاف الف وسِتمِائَة الف دِرْهَم وَدخل توزون بَغْدَاد

وَظهر بِبَغْدَاد لص يعرف بِابْن حمدي (٣) فَكَانَ يعْمل للعملات وَوَافَقَهُ ابْن شيرزاد بعد ان خلع عَلَيْهِ على خَمْسَة عشر الف دِينَار فَكَانَ يودي الروزات (٤) بهَا اولا اولا

<<  <   >  >>