مُدَّة خلَافَة المقتدر بِاللَّه ابي الْفضل جَعْفَر بن المعتضد بِاللَّه اربعة وَعِشْرُونَ سنة وَعشرَة ايام ومولده لثمان بَقينَ من شهر رَمَضَان سنة اثْنَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ ٨٩٥ وَلم يل الْخلَافَة اصغر سنة مِنْهُ (٢)
وَليهَا وَسنة ثَلَاث عشرَة سنة وشهرا وَاحِدًا وَعِشْرُونَ يَوْمًا بُويِعَ (٣) لَهُ لما مَاتَ المكتفي (٤) بِاللَّه ابو احْمَد الْعَبَّاس بن الْحسن وَكَانَ قد مَال الى تَقْرِير الامر لعبد الله بن المعتز بمشورة ابي عبد الله مُحَمَّد بن دَاوُد بن الْجراح فَثنى رايه عَن ذَلِك ابْن الْفُرَات وَقَالَ ان ابْن المعتز يخبر نعم اصحاب السُّلْطَان وَيعرف اسرارهم وذخائرهم وَقد خالط النَّاس وَفهم امورهم فعينه ممتدة الى مَا فِي ايديهم وان كَانَ جَعْفَر بن المعتضد بِاللَّه صغبرا فانت تديره فقرر ذَلِك فِي نَفسه
وَلما مَاتَ المكتفي بِاللَّه (٥) انفذ الْوَزير الْعَبَّاس بن الْحسن بصافي الحرمي الى دَار ابْن طَاهِر والمقتدر بِاللَّه فاحدره الى دَار الْخلَافَة واجتازت الحراقة (٦) على دَار الْوَزير فامر الْوَزير غلمانه فَنَادوا الملاحين بِالدُّخُولِ ليغير زيه فَظن صافي ان ذَلِك لتغير راي فِيهِ فَجرد سَيْفه على الملاح وامره ان لَا يعرج على مَكَان غير دَار الْخلَافَة (٧)
وبويع حِينَئِذٍ على صَلَاة الاستخارة واطال الدُّعَاء وَكَانَ الْعَبَّاس بن الْحسن قد عول على ان ينصب فِي الْخلَافَة ابا عبد الله بن الْمُعْتَمد على الله أَو ابا الْخَيْر بن المتَوَكل على الله فماتا مختلسين