واكلت نصفهَا فِي مُدَّة على مرَارَة من الْعَيْش وَشدَّة من الْحَال ثمَّ رجعت اليه فشكت اليه غيبته فَقَالَ لَهَا عَلَيْك بِالصبرِ فَقَالَت قد وفى من البرنية قَالَ لَهَا واكلتيه قَالَت نعم قَالَ اذهبي فابنك قد ورد فَرَجَعت الى منزلهَا فَوجدت ابْنهَا هُنَاكَ
وَسمع ابْن بشار من تَاج المقتدر بِاللَّه غناء فَلَمَّا اصبح قَالَ هَذَا الامام وَلَا يمكننا الانكار على الامام وَلَكِن ننتقل فَبلغ ذَلِك المقتدر بِاللَّه فانفذ اليه ايها الشَّيْخ لَا تنزعج فتزعجنا وَنحن اولى بالانتقال مِنْك فَكَانَ هَذَا من عمل خَادِم وَقد ادبناه وصرفناه عَن دَارنَا وَلنْ ترى بعْدهَا وَلَا تسمع مَا تَركه
وَبلغ اهل مَكَّة مصير القرمطي نحوهم فنقلوا حرمهم واموالهم
واستدعي ابْن ابي الساج الى وَاسِط وقلد اعمال الْمشرق وكناه الْخَلِيفَة بَابي الْقسم يتكنى بذلك على جَمِيع القواد الا على الْوَزير ومونس المظفر وَحمل اليه المقتدر خلعا سلطانية وخيلا بمراكب ذهب وطيبا وسلاحا
ودعي الى الرّيّ وَاضْرِبْ امْر الخصيبي (٢) لاحدى عشرَة لَيْلَة خلت من ذِي الْقعدَة
واشار مونس بعلي بن عِيسَى فاستدعى المقتدر ابا الْقسم عبد الله (٣) ابْن مُحَمَّد الكلواذي استخلفة لعَلي (٤) واستحضر سَلامَة الطولوني فَتقدم اليه بالنفوذ فِي الْبَريَّة الى دمشق ليحضر عليا وَظهر فِي ذَلِك الْيَوْم ابْن مقلة وَجَمَاعَة من الْكتاب وسلموا على الكلوذاني وتمكنت هَيْبَة عَليّ بن عِيسَى فِي الصُّدُور
ووصلت حمول من الْبلدَانِ مَشى بهَا الكلوذاني الامور
واطلقت فِي شهر رَمَضَان ام سوسى الهاشمية من حَبسهَا والزمت منزلهَا