وَقصد القرمطي هيتا وَبهَا هَارُون بن غَرِيب وَسَعِيد بن حمدَان فَقَاتلا من علا سورها بالمنجنيقات بعد ان قتلوا من اصحابه عدَّة فسكنت نفوس من بِبَغْدَاد
وَتصدق المقتدر (١) بِمِائَة الف دِرْهَم
وبادر عَليّ بن عِيسَى الى المقتدر بِاللَّه وَقَالَ لَهُ انما جمع الْخُلَفَاء الاموال ليقمعوا بهَا الاعداء وَلم تلْحق الْمُسلمين مضرَّة كهذه من هَذَا الْكَافِر الَّذِي اوقع بالحاج سنة اثْنَتَيْ وَعشرَة وثلاثمائة وَلم يبْق فِي بَيت مَال الْخَاصَّة شىء فَاتق الله يَا امير الْمُؤمنِينَ وخاطب السيدة حَتَّى تطلق مَا عِنْدهَا من مَال اذخرته (٢) لشديدة فَهَذِهِ امها (٣) وان لم يكن هُنَاكَ شىء فَالْحق خُرَاسَان
فَدخل الى السيدة فاعطته خمس مائَة الف دِينَار وَكَانَ فِي بَيت مَال الْخَاصَّة مثلهَا
وَاخْبَرْ عَليّ بن عِيسَى بِحَال رجل شيرازي يُكَاتب القرمطي واتباعه فاحضره فاقر انه من اصحابه لم يتبعهُ الا لحق رَآهُ مَعَه وَقَالَ لَهُ لسنا كالرافضة الحمقا الَّذين يدعونَ اماما منتظرا وامامنا فلَان بن فلَان بن اسماعيل بن جَعْفَر فامر بِهِ فحبس بعد الضَّرْب فَامْتنعَ فِي حَبسه من الطَّعَام وَالشرَاب فَمَاتَ بعد ثَلَاثَة ايام