وَقَالَ يودعه من قصيدة (١)
تفضلت الايام بِالْجمعِ بَيْننَا ... فَلَمَّا حمدنا لم تدمنا على الْحَمد ...
أَي لم تدم على حمدنا وَجعل الْحَمد مِنْهَا جَمِيعًا لَان كل وَاحِد منا احب لِقَاء صَاحبه وَكره فِرَاقه ... جعلن وداعي وَاحِد لثَلَاثَة ... جمالك وَالْعلم المرح وَالْمجد ...
المبرح الَّذِي يكْشف حقائق الامور من قَوْلهم برح الْخُلَفَاء أَي انْكَشَفَ الامر ... وَقد كنت ادركت المنى غير انني ... يعيرني اهلي بادراكها وحدي (٢)
أَي ادركت بلقائك المنى الا ان هلي يعيروني كَيفَ لم اشاركهم فِي ذَلِك ... وكل شريك فِي السرُور بمصبحي ... ارى بعده مَا يرى مثله بعدِي ...
أَي كل من يشاركني فِي السرُور بقدومي يرى مَا افدتنيه ... فجد لي بقلب ان رحلت فانني ... مخلف قلبِي عِنْد من فَضله عِنْدِي ...
قَالَ ابْن الصابي قيل ان مِمَّا نفق بِهِ ابْن العميد على ركن الدولة أَن ركن الدولة اراد ان يحدث بِنَاء بِالريِّ وَاخْتَارَ لَهُ موضعا وَكَانَت فِيهِ شَجَرَة ذَات استدارة عَظِيمَة وعروق نازلة متشعبة فَقدر لقلعها واخراج عروقها جملَة كَثِيرَة وَلم تقع ثقتة ٠٣) بانها (٢٦٣١٣٤) تستأصل استئصالا قَاطعا فَقَالَ ابْن العميد انا اكفي للامير هَذِه الكلفة واقطع هَذِه الشَّجَرَة بعروقها بِأَهْوَن شَيْء وَفِي اقْربْ امد وَأَقل عدد
فاستبعد ذَلِك ركن الدولة وَقَالَ من طَرِيق الازراء افْعَل فاستدعى حِبَالًا وأوتادا وسلك هَذَا السلك الْمَعْرُوف فِي جر الثقيل فَلَمَّا رتب مَا رتبه وَنصب مَا نَصبه اقام نَفرا قَلِيلا حَتَّى مدوا وَمنع ان يقف اُحْدُ على جربان كَثِيرَة من الشَّجَرَة بِحَسب مَا قدره من وشوح (٤) اصولها ورسوخ (٥) عروقها
ووقف ركن الدولة فِي موكبه ينظر فَمَا راعهم الا تزعزع الارض وانفتاحها وانقلاب قِطْعَة كَبِيرَة مِنْهَا وَسُقُوط الشَّجَرَة منسلة بِجَمِيعِ عروقها فتعجب ركن الدولة من ذَلِك واستظرفه واستعظمه وَنظر الى ابي الْفضل بِعَين الْجَلالَة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute