سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة
فِي شهر ربيع الاول مَاتَ ابو مُحَمَّد الْحسن بن احْمَد المادراني الْكَاتِب
وَفِيه انحدر الصَّيْمَرِيّ لمحاربة عمرَان بن شاهين وَهَذَا عمرَان (٢٠٤١٠٥) من اهل الجامدة (١) جنى بهَا جِنَايَة فهرب من الْعَامِل واقام بَين الْقصب يصيد السّمك ثمَّ تلصص وَاجْتمعَ مَعَه جمَاعَة من الصيادين واستامن الى البريدي فقلوه الجامة والاهواز فَمَا زَالَ امْرَهْ يقوى
وَلما انحدر الصَّيْمَرِيّ لقتاله هرب من بَين يَدَيْهِ فاستأسر الصَّيْمَرِيّ اهله واولاده وَلم يبْق غير استيلائه على البطيحة فورد الْخَبَر بِمَوْت عماد الدولة بشيراز فكاتب معز الدولة الصَّيْمَرِيّ بالمبادرة الى هُنَاكَ فَترك حَرْب عمرَان وَتوجه
وَكَانَ ركن الدولة قد وافى اخاه عماد الدولة وسلما فَارس الى ابي شُجَاع فناخسره ابْن ركن الدولة الملقب بعد ذَلِك عضد الدولة
وانفذ الصَّيْمَرِيّ بِأبي الْفضل الْعَبَّاس فسانحس فقلده معز الدولة الدَّوَاوِين
ووافى سبكتكين والجيش من الرّيّ
وَعَاد الصَّيْمَرِيّ من شيراز وعاود محاربة عمرَان فَمَاتَ بالمرموني (٢) من اعمال الجامدة
وَكَانَ الصَّيْمَرِيّ يحْسد المهلبي على تَخْصِيصه وأدبه فَكَانَ اذا جلس مَعَه على الطَّعَام رأى كَلَامه وفصاحته فيأمر الفراشين بِعَيْنِه فيطرحون المرقة على ثِيَابه فَكَانَ المهلبي منغصا بِهِ وَكَانَ يستصحب مَعَ غُلَامه دَائِما ثيابًا يُغير بهَا مَا عَلَيْهِ
وَكَانَ فِي الصَّيْمَرِيّ شجاعة وَقُوَّة نفس وَهُوَ الَّذِي فتح الْجَانِب الشرق لمعز الدولة لَان الديلم لم يقدم على العبور فَلَمَّا رَأَوْا كَاتبا قد تقدمهم انفوا
وَقَالَ القَاضِي ابو حَامِد المروروني كنت وَاقِفًا بَين يَدي معز الدولة فَقَالَ للصيمري (٢٠٥١٠٥) اريد خَمْسمِائَة الف دِرْهَم لمهم فَقَالَ من ايْنَ ودخلك لايفي بخرجك فَقَالَ السَّاعَة احبسك فِي الكنيف حَتَّى يحضر مَا طلبته فَقَالَ اذا حبستني فِي الكنيف خريت لَك بقرة وضربتها دَرَاهِم فَضَحِك مِنْهُ وَأمْسك
وَلما خرج الصَّيْمَرِيّ فِي هَذَا الْوَجْه اسْتخْلف ابا مُحَمَّد المهلبي فَلَمَّا علم نفَاقه