.. وَلَوْلَا حذَارِي مِنْهُم لصدقتهم ... وَقلت هوى لم يهوه قطّ امثالي
وَكم من شفيق قَالَ مَا لَك واجما ... فَقلت ابي مَا بِي وتسالني (١) مَالِي ...
وترامت بِهِ الْحَال الى قَتله
وَحكى ان اباه رَاه وَهُوَ يخْطر خطره انكرها من مشْيَة امثاله فَقَالَ لمن حَضَره اني لاخذه بالادب حَتَّى لانغص عَلَيْهِ عيشة فانه قصير الْعُمر وعمره على مَا يدل عَلَيْهِ نجمه ثَمَان وَعِشْرُونَ سنة هَذَا مَا حَكَاهُ الثعالبي فِي الْيَتِيمَة (٢) (٢٩٥١٥٠) وَقَالَ ابْن الْحجَّاج يرثيه من قصيدة ... رويدك ان الْحزن ضربه لَازم ... الا فَليقمْ ناعي البحور الخضارم
الا ان هَذَا الْمجد قد ساخ طوده ... فاصبح منهد الذرى والدعائم
الا ان بَحر الْجُود قد غاض لجه ... فَمن للقلوب الصاديات الحوائم
فيا صَارِمًا فل البلا غرب حَده ... وَكتابه تقرى متون الصوارم
مضى جسمك الفاني وخلفت بعده ... معالي تِلْكَ المأثرات الحسائم
اخلاي بِالريِّ الَّذِي عهدتهم ... يوفونني حق الصّديق المساهم ... الموا جَمِيعًا اَوْ فُرَادَى بقبره ... وَقُولُوا لَهُ عَن أجدع الانف راغم
كظيم وَمَا زَالَ الاسى متحاملا ... على كل موتور السرائر كاظم
ايا راحلا عَن قومه غير آيب ... وَيَا غَائِبا عَن اهله غير قادم
لمثلك فلتبك الْعُيُون باربع ... وَمَا فائضا بعد الدُّمُوع السواجم
وَمَا كنت الا صَارِمًا فل حَده ... باخر مشحوذ الغرارين صارم
فَلَا هز هندي سقى دمك الثرى ... عزاهُ (٣) الوغا الا باوهن قَائِم
وَمِمَّا يسلي الْحزن انك وَارِد ... على فَرح فِي جنَّة الْخلد دَائِم
وَلم لَا وَقد قدمت زادا من التقى ... نهضت بِهِ مُسْتَبْشِرًا غير نادم
تجئ اذا صحف الْمَظَالِم نشرت ... ببيضاء غفل من سمات الْمَظَالِم ... وَكنت اذا الْفَحْشَاء نادتك معرضًا ... اصم غضيض الطّرف دون الْمَحَارِم
٤ - عجبت لمن انحى عَلَيْك بِسَيْفِهِ ... فانحى على غُصْن من البان ناعم
اما راعه ذَاك الشَّبَاب وَحسنه
فَتُدْرِكهُ فِي الْحَال رقة رَاحِم ...
(٢٩٦١٥١) أَبَا الْفَتْح ياتبى سلوتي عَنْك انني ... جعلت عَلَيْك الْحزن ضَرْبَة لَازم
فَمَا قصرت بِي عَن حقوقك وَنِيَّة ... وَلَا اخذتني فِيك لومه لائم ...