واستدعيت الضرف (١) الَّتِى كَانَت دَنَانِير الْمُطِيع فِيهِ فنقلتها اليه وختمتها بالاسريحات (٢) الَّتِى كَانَت عَلَيْهِ فَأَتَانِي رَسُول الْمُطِيع فَحملت المَال وَوَضَعته بَين يَدَيْهِ وَقلت ان رأى امير الْمُؤمنِينَ ان يتَقَدَّم بوزنه فَقَالَ مَا افْعَل ذَلِك وَهِي تَحت ختمي فَخفت ان يتَأَمَّل الْخَتْم فعجلت الى كَسره وَحلفت بنعمته لَا بُد مِمَّا تزنه فوزن
وَاتفقَ انه دخل من ضيعتي ثَلَاثَة وآلآف دِينَار قبل الاجل فَحَضَرت عِنْد دعْلج ودفعتها اليه فَقَالَ لَا اله الا الله ايها الشريف بِمَا استحققت مِنْك هَذَا ارتجعه قبل الْمدَّة فَأَكُون كذابا فَأَمْسَكت الدَّنَانِير حَتَّى تكاملت فِي وَقتهَا
وَفِيه خلع معز الدولة على ابي الْفرج مُحَمَّد بن الْعَبَّاس (٣) وقلده كِتَابَة عز الدولة مُضَافا الى مَا اليه من الدِّيوَان
وَفِي ذِي الْقعدَة مَاتَ ابو عبد الله مُحَمَّد (٤) بن ابي مُوسَى الْهَاشِمِي
وَمَات بعده ابو بكر النقاش (٥) صَاحب شِفَاء الصُّدُور فِي تَفْسِير الْقُرْآن (٦) وَفِيه لقب عضد الدولة بِهَذَا اللقب (٧)
سنة اثْنَيْنِ وَخمسين وثلاثمائة
فِي هَذِه السّنة خرج النِّسَاء منتشرات الشُّعُور مسودات الْوُجُوه يلطمن فِي الشوارع يَوْم عَاشُورَاء على الْحُسَيْن رضى الله عَنهُ وغلقت الاسواق (٨)
وَفِي جُمَادَى الاخرة خرج المهلبي لفتح عمان
وَورد الْخَبَر بغزاة سيف الدولة لنواحي ملطية وغنيمته فَقَالَ الببغا (٩) بمدحه بقصيدة مِنْهَا