حمدَان يحلف بِطَلَاق (١) ابْنة سعيد بن حمدَان وَبِكُل يَمِين انه ان احوجه اسْتَعَانَ عَلَيْهِ بالديلم فان انتصف والا اسْتَعَانَ بالقرامطة فان بلغ غَرضا والا اسْتَعَانَ يملك الرّوم فَكَانَ جَوَاب ذَلِك من ابي تغلب ان قبض ضيَاعه وطرد وكلاءه وانفذ اخاه ابا البركات فَانْتزع الرحبة من يَد حمدَان
فَدخل حمدَان بَغْدَاد فِي شهر رَمَضَان وتلقاه عز الدولة وسبكتكين فِي ميدان الاشنان وانزله فِي دَار ابْن رزق الْكَاتِب النَّصْرَانِي وَحمل اليه مائَة وَخمسين الف دِرْهَم وَثَلَاث مائَة ثوب اصنافا من ديباج وعتابي ودبيقي وَثَلَاثِينَ رَأْسا بغالا وخيالا وجمالا وَسبع مراكب ذَهَبا (٢) وَكَاتب اخاه يسفر فِي الصُّلْح بَينهم فتم ذَلِك وَلما وَخرج شيعَة عز الدولة وَحمل اليه اكثر مِمَّا حمله اولا عِنْد قدومه
وَحكي انه يَوْم دُخُوله صدم سبكتين الْعَجم اُحْدُ القواد فَقتله ورضح فرسه صاعدا فاعتل فَلَمَّا وصل وافاه القَاضِي ابو بكر بن قريعة مُسلما فَقَالَ حَاجِبه ان الامير نَائِم فَعَاد فَلَقِيَهُ انسان فَقَالَ من ايْنَ جَاءَ القَاضِي (٢٥٦١٣١) فَقَالَ اتانا حمدَان وافدا ولأخيه مباعدا فَقتل قائدا ورضح صاعدا وظل رَاقِدًا
وَقَالَ ابْن نَبَاته فِي حمدَان قصيدة مِنْهَا ... اليك صَحِبنَا الْيَوْم ترْعد شمسه ... وحيرة ليل اسود النَّجْم فَاحم
ودهرا سمت حيتانه فِي سمائه ... وانجمه فِي بحره المتلاطم
الى ص ٤ دة ان يستخف عتابنا ... وَمَا الظُّلم فِيهِ غير شكوى الْمَظَالِم
تكون بهَا انفاسنا وحديثنا ... مدائح حمدَان المليك القماقم
فَتى لم ترق مَاء الشبيبة شعره ... على الخد حَتَّى رام شم المراوم
اخو الْحَرْب يثني جيدها وَهُوَ صارم ... وَيسلم مِنْهَا والقنا غير سَالم
فَتى لايرى ان الهموم مصائب ... وان سرُور الْعَيْش ضَرْبَة لَازم
يؤمل فِي امواله كل آمل ... وَيرْحَم من اسيافه كل رَاحِم
اذا السَّيْف لم يسْتَنْزل الْهَام لمعه ... فَمَا هُوَ من آرائه والعزائم
ليهنيك جد يفلق الصخر جده ... ويهتك صدر الجحفل المتلاطم
وانك لَا تلقى الندى غير باسم ... اليه وَلَا صرف الردى غير حَازِم ...
وَسَار حمدَان عَن بَغْدَاد وَخلف حرمه واولاده وشيعة عز الدولة فَلَمَّا وصل الى الرحبة عَاد الْخلف بَينه وَبَين اخيه وانفذ ابو تغلب اخاه ابا البركات فَانْتزع