واشا رابن الْحوَاري عَلَيْهِ بِطَلَب عَليّ بن عِيسَى ومساءلة المقتدر بِاللَّه فِيهِ ليخلفه على الدَّوَاوِين فَفعل فَقَالَ المقتدر بِاللَّه مَا احسب عَليّ بن عِيسَى يرضى ان يكون تَابعا بعد ان كَانَ متبوعا فَقَالَ حَامِد (٣) انا اعامل الوزراء مُنْذُ ايام النَّاصِر لدين الله فَمَا رايت اعْفُ من عَليّ بن عِيسَى وَلَا اكبر نفسا مِنْهُ وَلم لَا يستجيب لخلافة الوزارة وانما الْكَاتِب كالخياط يخيط يَوْمًا ثوبا قِيمَته الف دِينَار ويخيط يَوْمًا ثوبا قِيمَته عشرَة دَرَاهِم فَضَحِك مِنْهُ من سمع قَوْله وعيب بِهَذَا
وازدري عَلَيْهِ ان ام مُوسَى القهرمانة خرجت اليه برقعة من الْخَلِيفَة فقراها ووضعها بَين يَدَيْهِ واخذ يتحدث حَدِيث شقّ الفرن المنبجر ايام النَّاصِر لدين الله بواسط وام مُوسَى مستعجلة بِالْجَوَابِ وَلم يجب الى ان استوفى حَدِيث الشق وحكايته مَعهَا فِي قَوْله لَهَا التقطي واحذري ان تغلطي مَشْهُورَة (٤)
وَكتب ابو الْحسن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن ثوابة عَن المقتدر بِاللَّه كتابا الى اصحاب الاطراف يذكر فِيهِ وزارة حَامِد اوله اما بعد فان احْمَد الامور مَا عَم صَلَاحه ومنفعته وَخير التَّدْبِير مَا رُجي سداده واصابته وازكى الاعمال مَا وصل الى الكافة بمنه وبركته وافضل الاكوان مَا كَانَ اتِّبَاع الْحق سَبيله عَادَته
وخلع المقتدر بِاللَّه على عَليّ بن عِيسَى وانفذ بِهِ مَعَ صَاحب نصر الْحَاجِب وشفيع المقتدري الى دَار حَامِد على اعمال المملكة
وَكتب اليه عَليّ بن عِيسَى فِي بعض الايام رقْعَة خاطبه فِيهَا بِعَبْدِهِ فانكر ذَلِك حَامِد وَقَالَ لست اقْرَأ لَهُ رقْعَة اذا خاطبني بِهَذَا بل يخاطبني بِمثل مَا اخاطبه بِهِ
وَكَانَ يكْتب كل وَاحِد مِنْهُمَا الى صَاحبه اسْمه وَاسم ابيه وشكر لَهُ عَليّ بن عِيسَى هَذَا الْفِعْل وَسَقَطت منزلَة حَامِد وَتفرد عَليّ بالامور وَقيل فيهمَا قَالَ ابْن بسام ... يَا ابْن الْفُرَات تعزى ... قد صَار امرك آيَة ... لما عزلت حصلنا ... على وَزِير بدايه ...