وراسل عضد الدولة الطائع لله بِأبي مُحَمَّد بن مَعْرُوف حَتَّى استعاده وَدخل الى بَغْدَاد فِي حديدي جلس على سطحه وَخرج عضد الدولة فِي طيارة فَتَلقاهُ قَرِيبا من قطيعة ام جَعْفَر وَصعد الحديدي وَقبل الْبسَاط وَيَد الطائع لله وَطرح لَهُ كرْسِي بَين يَدَيْهِ فَجَلَسَ عَلَيْهِ وَكَانَ عضد الدولة عَلَيْهِ قبَاء اسود وَسيف ومنطقة وَأَحْدَقَتْ الطيارات والزبازب بالحديدي
وانحدروا كَذَلِك الى دَار الْخلَافَة وَكَانَ عضد الدولة تقدم بعمارتها وتطريتها وانفاذ الْفرش والالات اليها
وَحمل الى الطائع مَالا وثيابا وطيبا وخطب لَهُ يَوْم الْجُمُعَة عَاشر رَجَب بعد ان قطعت الْخطْبَة لَهُ من عَاشر جمادي الاولى وَلم يخْطب الى هَذِه الْغَايَة لَاحَدَّ
وَكتب الصابي عَن عضد الدولة (١) لما ورد امير الْمُؤمنِينَ البردان (٢) انْعمْ الاذن لنا فِي تلقية على المَاء فامتثلناه وتقبلناه وتلقانا من عوائد كرمه ونفحات شِيمَة والمخابل الواعدة بجميل (٢٧٩١٤٢) رايه وعواطف انجابه وارعائه مَا كتفنا (٣) يَمِينه وشايعنا عزه الى ان وصلنا الى حَضرته البهية شرفها الله فِي الحديدية الَّتِي اسْتَقَلت مِنْهُ بسليل النُّبُوَّة وعقيد الْخلَافَة وَسيد الانام والمستنزل بِوَجْهِهِ در الْغَمَام فتكفأت علينا فِي ظلال نوره ونشره وغمرتنا حميات بفضله وفضيلة (٤) وأوسعنا من جميل لقيَاهُ وكريم بجواه مَا وسم بالعز اقال النعم وتضمن الشّرف فِي النَّفس والعقب وتكفل من الْفَوْز فِي الدّين وَالدُّنْيَا بغايات الامل
وَكَانَت لنا فِي الْوُصُول اليه والمثول بَين يَدَيْهِ فِي مواقع الحاظة وتوارد أَلْفَاظه مَرَاتِب لم يبلغهَا اُحْدُ فِيمَا سلف وَلم تَجِد الايام بِمِثْلِهَا لمن تقدم