عضد الدولة فناخسره بن ركن الدولة ابي عَليّ مولى امير الْمُؤمنِينَ على نَفسه ومماليكه وَمن يخْتَار الْمسير مَعَه من اصحابه بِأَمَان الله وأمان رَسُوله صلى الله وأمان مَوْلَانَا عز الدولة واماني الا يكون سفك دَمًا فِي بِلَادنَا فَالْحكم يجمعه واصحاب القواد ... اَوْ اخذ مَالا من غير وَاجِب فَلَا سَبِيل الى غير رده اَوْ اظلم احدا فِي ممالكنا فَلَا طَرِيق الى الصفح عَنهُ الا بعد الانتصاف للمظلوم مِنْهُ
وَحصل عضد الدولة من المصادرات الف الف وَتِسْعمِائَة (٢٨٥١٤٥) وَخَمْسُونَ الف دِرْهَم مِنْهَا من ابي عمر بن عمر ادى كَاتب سبكتكين الف الف وَخَمْسمِائة الف دِرْهَم وَمن ابي بكر الاصفهاني الْفَا الف دِرْهَم وَمن ابْن قريعة مائَة الف دِرْهَم
وَقبض ابْن بَقِيَّة على من اصحبه عضد الدولة من القواد وَاجْتمعَ والمرزبان بن عز الدولة وَكَانَ بِالْبَصْرَةِ على مكَاتبه ركن الدولة بالاستغاثة من عضد الدولة وابى الْفَتْح بن العميد فوردت كتب ركن الدولة اليهما يأمرهما بالتمسك بمكانهما ويعدهما الْمسير بِنَفسِهِ
وَكتب بِمثل ذَلِك الى ابي تغلب فَلَمَّا عرفُوا نِيَّته فِيهِ تجاسروا عَلَيْهِ وأقدمت عَلَيْهِ الْعَامَّة فانفذ بِابْن العميد وَابْن بنْدَار وَقَالَ لَهما قولا لأبي ان انا خرجت من بَغْدَاد انفسدت على الممالك وانا اقاطعه على ثَلَاثِينَ الف الف دِرْهَم فِي كل سنة واقدم مِنْهَا عشرَة الاف الف
فَلَمَّا وصلا الى ركن الدولة اراد قَتلهمَا وَسُئِلَ فيهمَا فأوصلهما وَقَالَ عودا اليه وقلا تُرِيدُ ان تمن على بني اخي بِدِرْهَمَيْنِ انفقتهما ومراه بِالْخرُوجِ عَن بَغْدَاد وتسليمها الى عز الدولة
فَعَاد ابْن العميد الى عضد الدولة وَحده وعرفه الْحَال فاضطر الى الْخُرُوج عَن بَغْدَاد الى فَارس وافرج عَن عز الدولة واخوته وخلع عَلَيْهِم
وثار عَلَيْهِ العيارون والعامة بالاستخفاف والسب (٢) وَوَافَقَ ابْن العميد على ان لَا يتَخَلَّف بعده اكثر من ثَلَاثَة ايام (٢٨٦١٤٦) فَلَمَّا خرج طابت بَغْدَاد لِابْنِ العميد وَنزل فِي الدّور على دجلة وحصلت لَهُ الزبازب والاغاني وَكَانَت قد حصلت بَينه وَبَين ابْن بَقِيَّة مَوَدَّة