وانْتهى الى حَامِد ابْن الْعَبَّاس امْر الْحُسَيْن بن مَنْصُور الحلاج (١) وانه قد موه على جمَاعَة من الخدم والحشم والحجاب وعَلى خدم نصر وانهم يذكرُونَ عَنهُ انه يحيى الْمَوْتَى وان الْجِنّ يَخْدمه
واحضر السمري (٢) الْكَاتِب وَرجل هاشمي مَعَ جمَاعَة من اصحاب الحلاج واعترفوا بَان الحلاج يَدعِي النبوءة وانهم صدقوه وكذبهم الحلاج وَقَالَ انما انا رجل اكثر الصَّلَاة وَالصَّوْم وَفعل الْخَيْر
(٣) استحضر حَامِد بن الْعَبَّاس القاضى ابا عمر (٤) وابا جَعْفَر بن البهلول فاستفتاهما فِي امْرَهْ فذكرا انهما لَا يفتيان فِي امْرَهْ بشىء وَلَا يجوز ان يقبل قَول من واجهه بِمَا واجهه الا بِبَيِّنَة اَوْ باقرار مِنْهُ وتقرب الى الله تَعَالَى بكشف امْرَهْ رجل يعرف بدباس (٥) تبع الحلاج ثمَّ فَارقه والحلاج مُقيم عِنْد نصر القشوري مكرم هُنَاكَ ودافع عَنهُ نصر اشد مدافعه وَكَانَ يعْتَقد فِيهِ أجمل اعْتِقَاد
فَتكلم عَليّ بن عِيسَى فَقَالَ لَهُ الحلاج فِيمَا بَينه وَبَينه قف حَيْثُ انْتَهَيْت وَإِلَّا قلبت الأَرْض عَلَيْك فعزم حِينَئِذٍ عَليّ بن عِيسَى على مناظرته (٦)
وَحَضَرت بنت السمري فَذكرت ان اباها اهداها الى سُلَيْمَان بن الحلاج وَهُوَ بنيسابور وَكَانَت امراة حَسَنَة الْوَجْه عذبة الْكَلَام جَيِّدَة الالفاظ وَقَالَ لَهَا الحلاج (٧) مَتى انكرت من ابنى شَيْئا فصومي يَوْمًا واقعدي الى اخره على سطحك وافطري على ملح ورماد واستقبلي (٨) واذكري مَا كرهت مِنْهُ فَانِي اسْمَع وارى وحكت ان ابْنة الحلاج امرتها بِالسُّجُود لَهُ وَقَالَت هَذَا اله (٩) الارض واكثرت فِي الاخبار عَنهُ بِمَا شاكل ذَلِك