للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وان الوزراء لَا يلاجون الْخُلَفَاء فَلم يزل بِهِ حَتَّى اخذ خطه بالفي الف دِينَار يعجل مِنْهَا الرّبع وان يُطلق لَهُ بيع ضيَاعه واذن لَهُ فِي احضار دواءة ليكتب الى من يرى اَوْ ان ينفذ الى دَار شَفِيع اللولوي وَيُطلق الكلوذاني ليتصرف فِي امواله

وَكَانَت حماة (١) المحسن لِخُرُوجِهِ فِي زِيّ النسا الى مَقَابِر قُرَيْش فامست لَيْلَة عَن الْمصير الى الكرخ فَصَارَت الى منزل امْرَأَة اخبرتها ان مَعهَا بِنْتا لم تتَزَوَّج وَسَأَلت ان تفرد لَهَا بَيْتا فَفعلت وخلع المحسن ثِيَابه فَجَاءَت جَارِيَة سَوْدَاء بسراج فَوَضَعته فِي الضفة فرات المحسن فاخبرت مولاتها فابصرت وَكَانَت مولاتها زَوْجَة مُحَمَّد بن نصر وَكيل عَليّ بن عِيسَى مَاتَ حِين طلبه المحسن من الْفَزع فمضت امْرَأَة الى دَار السُّلْطَان وشرحت الصُّورَة لنصر فاركب نازوك وَقبض عَلَيْهِ وَضربت الدبادب لاجل الظفر بِهِ عِنْد انتصاف اللَّيْل فَظن النَّاس ان القرمطي قد كسر (٢) بَغْدَاد

وَحمل الى دَار مستخرج يعرف بِابْن بعدسر فِي المخرم بدار الوزارة فاجرى عَلَيْهِ المكاره واخذ خطه بِثَلَاثَة الاف الف دِينَار ثمَّ ابتلع رقعته واقام على الِامْتِنَاع من كتب شىء فَضرب بالد بابيس على راسه وعذب

واحضر ابْن الْفُرَات مجْلِس الخاقاني فناظره اشد مناظرة فلج ابْن الْفُرَات فِيهَا فَقَالَ لَهُ الخاقاني انك استغللت ضياعك الَّتِى استغلها عَليّ بن عِيسَى ارْبَعْ مائَة الف دِينَار وَقَالَ كَانَ ذَلِك بعمارتي الْبِلَاد واعتمادي مَا جلب الرّيع ونوظر فِيمَن قَتله ابْنه وَقيل لَهُ انت قَتلتهمْ فَقَالَ هَذَا غير حكم الله قَالَ الله تَعَالَى {وَلَا تزر وَازِرَة وزر أُخْرَى} ٣ {وَالنَّبِيّ - صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - قَالَ لرجل مَعَه ابْنه لَا يجني عَلَيْك وَلَا تجنى عَلَيْهِ وَمَعَ هَذَا فان ابْني لم يُبَاشر قتلا وَلَا سفك دَمًا واجاب مونس حِين قَالَ اخرجتني من بَغْدَاد فَقَالَ انما اخرجك مَوْلَاك حِين كتب الي يشكو مَا يلاقيه من تبسط وفتحك الْبلدَانِ بالمؤن الغليظة واعلاقك اياها بِسوء التَّدْبِير وَسَأَلَ احضار سفط فِيهِ الْمُهِمَّات فَاحْضُرْ وَطلب الرقعة فَوجدت فاخذها مونس وَحملهَا الى المقتدر بِاللَّه واقراه الرقعة فَزَاد غيظه وامر بضربه فَضرب خمس دُرَر فَقَط وَسلم ابْنه الى نازوك فضربا حَتَّى تودت لحومهما

وَحمل الخاقاني القواد على خلع الطَّاعَة ان حملا الى دَار الْخَلِيفَة

وَلما توقف الخاقاني فِي قَتلهمَا وَقَالَ لست ادخل فِي سفك الدِّمَاء وَلَا اسهل على الْخُلَفَاء قتل خواصهم

وَحمل إِلَى ابْن الْفُرَات مَا بفطر عَلَيْهِ فَقَالَ رايت اخي ابا الْعَبَّاس فِي الْمَنَام يَقُول

<<  <   >  >>