فَلَمَّا ولي ابْن مقلة الوزارة اعطاه عشْرين الف دِينَار حَتَّى ولاه الاهواز ثمَّ صرفه بَابي مُحَمَّد الْحُسَيْن بن احْمَد المادراني (١) فَبَان من تخلفه (٢) مَا صَار بِهِ حَدِيثا
واخذ عَلَيْهِ البريدي الطرقان فَكَانَ كل كتاب يَكْتُبهُ يُؤْخَذ فَمَا قري لَهُ كتاب مُنْذُ دخل الاهواز الى ان خرج عَنْهَا فَصَرفهُ ابو عَليّ بَابي عبد الله البريدي واعترف باحترازه بَطل (٣) المادراني
وَكَانَ اقطاع الوزراء مائَة وَسبعين الف دِينَار بعد نفقاتهم فَلم ياخذ ذَلِك عَليّ بن عِيسَى وَقَالَ ضيعتي تكفيني
وَوَقعت وَحْشَة بَين المقتدر بِاللَّه ومونس سَببهَا انه حكى لَهُ ان المقتدر تقدم الى خَواص خدمه بِحَفر زبية تغطي بالقصب فاذا اجتازه مونس وَقع فِيهَا فَهَلَك فَامْتنعَ من المضى الى دَار السُّلْطَان وَركب اليه القواد فيهم عبد الله بن حمدَان وخواته وَقَالَ لَهُ عبد الله (٤) ابْن حمدَان نُقَاتِل بَين يَديك ايها الاستاذ حَتَّى تنْبت لحيتك فكاتبه المقتدر بِاللَّه على يَدي نسيم الشرابي على بطلَان ذَلِك فجَاء وَقبل الارض وَحلف لَهُ المقتدر على صفاء نِيَّته وامره بِالْخرُوجِ الى الرّوم فَخرج وشيعه الامير ابو الْعَبَّاس (٥) وَعلي بن عِيسَى وَنصر الْحَاجِب وَهَارُون بن غَرِيب
وَفِي هَذِه السّنة كَانَ ظُهُور الديلم لما خرج ابْن ابي الساج عَن الرّيّ غلب عَلَيْهَا ليلى بن النُّعْمَان ثمَّ مَا كَانَ بن كَاكِيّ وَدخل هَذَا الرجل (٦) فِي طَاعَة صَاحب خُرَاسَان
وَغلب بعده اسفار بن شيرويه وَكَانَ مزداويج (٧) اُحْدُ قواده فَلَمَّا ظلم اسفار اهل قزوين خرج رِجَالهمْ وَنِسَاؤُهُمْ مستغيثين الى مصلى داعين الله عَلَيْهِ فَخرج عَلَيْهِ مزداويج فَهَزَمَهُ فالجأه مزداويج حِين راى اثار حوافر الْفرس فَدخل عَلَيْهِ فاحتز راسه وَعَاد الى قزوين وَوَعدهمْ الْجَمِيل واظهر الْخَوْف من دُعَائِهِمْ
ثمَّ ان مرداويج (٨) تغلب على الرّيّ واصبهان واساء السِّيرَة باصبهان