يجمع بَين رَأسه وجثته ويدفن بالموضع الَّذِي قتل فِيهِ وَيعرف بَين الساقيتين وَلم يجد لَهُ غير اثْنَي عشر الف دِينَار وَوجد فِي صناديقه كتب الحجرية اليه من بَغْدَاد ليراشوه
وانفذ البريدي ابْنه المظفر الى الحضرة وَكَانَت (١) نفس ابي عبد الله البريدي ضَعِيفَة فقواها اخوه ابو يُوسُف حَتَّى شهر نَفسه بالعصيان
وَكَانَت نَفَقَة مائدته فِي كل يَوْم الف دِرْهَم وَكَانَ غلمانه خَمْسَة وَكسوته متوسطة وَلم يتسر الا بِثَلَاث جواري وَلم تكن لَهُ زَوْجَة غير وَالِدَة ابْنه ابي الْقسم وَكَانَت صلَاته للجند خَاصَّة وَلم يُعْط شَاعِرًا وَلَا طَارِقًا شَيْئا
وصادر ابو جَعْفَر الْكَرْخِي ابْن مقلة بعد مصادرة عبد الرحمان بن عِيسَى على مائَة الف دِينَار ادى مِنْهَا ابْن قرَابَة عَنهُ خَمْسَة واربعين الف دِينَار وَلم يعد اليه الْعِوَض (٢)
ورد الْوَزير ابو جَعْفَر الْكَرْخِي الى ابي عَليّ بن مقلة الاشراف على اعمال الضّيَاع وَالْخَرَاج لسقي الْفُرَات واجرى عَلَيْهِ فِي كل شهر الف دِينَار
وَقبض على ابي عبد الله مُحَمَّد بن عَبدُوس الجهشياري وصادره على مِائَتي الف دِينَار ادى مِنْهَا مائَة الف
وَكَانَ الْكَرْخِي غير ناهض بالوزارة وَكَانَ فِيهِ ابطاء فِي الْكِتَابَة وَالْقِرَاءَة فَلَمَّا نقصت هَيئته واحتف الْمُطَالبَة لَهُ بالاموال وَقد تغلب الْخَوَارِج (٣) على الاعمال فاستتر بعد ثَلَاثَة ايام من تقلده الوزارة وَكَانَ استتاره يَوْم الِاثْنَيْنِ لثمان خلون من شَوَّال (٤) فَاسْتَحْضر الراضي ابا الْقسم سُلَيْمَان بن الْحسن (٥) عَاشر شَوَّال وخاطبه فِي الوزارة وخلع عَلَيْهِ فَكَانَ فِي التجبر مثل ابي جَعْفَر فَدفعت الراضي الضَّرُورَة الى ان راسل ابا بكر بن رائق فِي الْقدوم وتقلد الامارة (٦) ورئاسة الْجَيْش وان يخْطب لَهُ على المنابر بكنى وانفذ اليه بِالْخلْعِ واللواء مَعَ الخدم
وَانْحَدَرَ اليه اصحاب الدَّوَاوِين وَجَمِيع قواد الساجية فَلَمَّا حصلوا بواسط قبض على الْحسن بن هَارُون وعَلى الساجية وحبسهم فِي المطامير وَنهب رحلهم
وَخرج من بَغْدَاد مِنْهُم حِين بَلغهُمْ الْخَبَر الى الشَّام