للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِلَى فراقها مضطره والصعاد الصم فِي السابريات محطمة والجياد الضمر تَحت الأجواد الْمُؤمنِينَ بسمة النَّصْر مسومة والمقربات للردى وألسنة الأسنة عَمَّا تنشره وتنظمه فصاح الصفاح معبرات معربات

وَلما أَشْرَفنَا على الْعَدو أشرف على الْعَدْوى وأوضح الْجد بل الْجد جدد الجدوى وتراجع النَّاس وأنسوا بالرجعة وفازت ظماء الظبي من ورد نجيع الوريد بالنجعة وحملت الفرنج حملات متناسقة فِي وثباته وهدوها وثباتها وَطَابَتْ لَهَا هباتها بالنفوس النفائس عِنْد هباتها وشبت المرهفات فِي مَاء الْحَيَاة نَار شباتها وهبت جفون الجفون لرقداتها من وقداتها وجادت جدوال الأغماد بسقيا هامها واستباحت ضوامن الضوامر وبوادر البواتر حمى حمامها وَوَلَّتْ أدبارها وحنت الحنايا إِلَى أحنائها فوفرت من سهامها سهامها وظفرت بأوتارها أوتارها وترشفت المشرفيات طلا طلاها ولبست الهندوانيات بِمَا سبكته من تبر تبارها عسجديات حلاها

وَجعل الله لنا عَلَيْهِم الكرة وَصحح فيهم الكسرة ومنحنا أكتافهم وأعدنا بِالْقَتْلِ والأسر إِلَى الْآحَاد آلافهم ومهدنا فِي بطُون القشاعم أَكْنَافهم ومزقناهم فِي المأزق كل ممزق وَمَا تركنَا جمعا لَهُم فِي المفر غير مفرق ولجأوا إِلَى أَوديَة ومضائق وأدواء وبوائق ومطرتهم فِي مطارهم بوارق بوارهم وَجَرت أَنهَار نهارهم بدماء دمارهم وَلم يزل الضَّرْب يفريهم والطعن يقريهم والمبرية المفوقة تبريهم والمذروبة الموفقة من الْحَيَاة تبريهم وَالْخَوْف يخفر ذمار الذمر والسبف يهدم عمَارَة الْعُمر والرعب يشغل فكر الْكفْر حَتَّى تمت بنقصهم مَقْتَله مقيلة عثار العثير المثار وَاسْتوْفى الله دينه بعد المطال المطال وثار للثأر فَمَا نجا إِلَّا من أمهله الْأَجَل وأجله الْمهل وعدته العاديات وعافته العافيات وأنف الرغام من رغم أَنفه وشنف ثَعْلَب الرمْح إِن بلغ فِي قحفه وَتعلق بمعلق شنفه

واشتمل بعد ذَلِك حَبل الأسار على مئين من كبار الْكفَّار فَأسر كل مِقْدَام مقدم وَهَمَّام معلم ودوي الدواي وفر الفريري وبار الباروني وضعفت قوي القوامص وَكَانُوا رُؤَسَاء متربين فصاروا أتراب الأخامص وظلت فوارس فرائس الحبائل مختبلي الفرائص وراحت راحاتهم مخفقة من الراحات وَقُلُوبهمْ بالآراء خافقة للعذاب كعذب الرَّايَات وَمن جملَة مَا حصل فِي الأسار وَصلح للخسار وَكبر بِأَن يذكر فِي الْكِبَار ابْن بارزان وَهُوَ الشانيء الْكَبِير الشان وصهره الْأَعْوَر وَهُوَ الذِّئْب الأغبر وَهُوَ صَاحب طبريا وَهُوَ من الصابرين على اجْتِنَاب السابرية وَابْن صَاحب

<<  <  ج: ص:  >  >>