زبيد لضبط بلادها وربط اجنادها فَمضى واخرج مِنْهَا حطَّان بن منقذ وَقد حدث نَفسه بالاستقلال وتملك تِلْكَ الاعمال وأعانه الامير عز الدّين عُثْمَان الزنجارى وَالِي عدن فضبطا تِلْكَ السّنة الْيمن ثمَّ قضى خطلبه بزبيد نحبه وَترك بِغَيْر إمرة صَحبه فَعَاد الامير حطَّان فاستولى على زبيد وَفرق من بهَا من الاجناد عباديد فوصل رَسُول صَاحب عدن وَنحن على الكرك يذكر مَا يلْزمه فِي الْخدمَة من الدَّرك وانه قد استولى حطَّان وَرُبمَا اغواه الشَّيْطَان فتولد من تولي طَاعَته الْعِصْيَان فَأَجَابَهُ السُّلْطَان بِكُل مَا ارهف حَده واسعف جده وقوى امله وروى بِمَا ألجاه عمله وَقد كَانَ كتب إِلَى اخيه سيف الاسلام يحضه على حضه ويحثه على الْمسير الى ملكه بِالْيمن وَحفظه فَخرج من مصر فِي رَجَب مُتَوَجها ولاستدراك فارطه متنبها وأدركنا مَمْلُوكه حَتَّى قضى لَهُ اشغالا واخذ لَهُ بانشائي مِثَالا وَسَار حَتَّى اِدَّرَكَ موسم عَرَفَة وادى فَرِيضَة الْحَج ثمَّ استقام الى الْبِلَاد اليمنية على الْمنْهَج وَملك وأجرى بمراده الْفلك
ذكر مسير الْملك المظفر تَقِيّ الدّين عمر ابْن شاهنشاه الى الديار المصرية للنيابة بهَا
وَلما وصل الْملك الْعَادِل أظهر عَن حب مصر سلوة وَطلب من حلب واقطاعها لَهُ مرجوة فعول السُّلْطَان على تَقِيّ الدّين فِي تولي تِلْكَ الديار ورد الى حكمه الصارم تِلْكَ الامصار وزاده على اقطاعه بِالشَّام فِي مصر اقطاعا وَفرع بِهِ من المكانة والمنزلة يفاعا وسما بِهِ على الأضراب وأحله فَوق مَرَاتِب التُّرَاب وانعم عَلَيْهِ فِي مصر بالاعمال الفيومية وَسَائِر نَوَاحِيهَا بِجَمِيعِ جهاتها وجواليها وزاده القايات