كثير مِمَّن لم يعرف لَهُ خبر وَلم يظْهر لَهُ أثر وفقد ضِيَاء الدّين عِيسَى وَأَخُوهُ الظهير وَمن كَانَ صحبتهم فضل الطَّرِيق عَنْهُم وَعَن جَمَاعَتهمْ وَكَانُوا سارين إِلَى وَرَاء فَأَصْبحُوا بِقرب الْأَعْدَاء فاكتمنوا فِي مغارة وَانْتَظرُوا من يدلهم من بلد الْإِسْلَام على عمَارَة فَدلَّ عَلَيْهِم الفرنج من زعم أَنه يدل بهم وسعى فِي أسرهم وعطبهم وأسروا وَمَا خلص الْفَقِيه عِيسَى وَأَخُوهُ الا بعد سِنِين بستين أَو سبعين ألف دِينَار وفكاك جمَاعَة من الْكفَّار عِنْده من أسار
وَمَا اشتدت هَذِه النّوبَة بكسرة وَلَا عدم نصْرَة فَإِن النكاية فِي الْعَدو وبلاده بلغت مُنْتَهَاهَا وَأدْركت كل نفس مُؤمنَة مشتهاها لَكِن فِي الْخُرُوج من تِلْكَ الْبِلَاد تشَتت الشمل وتوعر السهل وسلك مَعَ عدم المَاء وَالدَّلِيل الرمل وَانْقطع دون قطع الحبى بالوصول الْحَبل وقنص من ظلّ بِهِ الطَّرِيق الْأسر والكبل