نفذ ابْن نيسان يخبر بِأَن غلمانه خَرجُوا عَن طَاعَته وانه لَا يقدر على نقل مَاله اذا وكل الى مُجَرّد استطاعته فندب بله من خواصه من يُرَاعى باعانته أَحْوَاله ودواب من اصطبلاته تنقل امواله فَخرج وَنزل فِي غير منزل وَضرب لَهُ خيمة بمعزل فشرع ينْقل درهمه وديناره ويحول اليه من كلا الجنسين أوقاره وتعجل مِنْهَا مَا خف حمله وَخيف عَلَيْهِ اذا لم يعجل نَقله وَترك مَا كبر حجمه واذهب الزَّمَان ثقله وَنقل المصوغات النضارية والفضية والمنسوجات الذهبية والجواهر والفرائد والعقود والقلائد وَالثيَاب المعدنية وصانها ان تكون مَعَ الدنية قلم يقدر فِي الْمدَّة المضروبة الا على تَحْويل الامتعة الْكَرِيمَة المحبوبة وَكم نشبت الطوارق فِي طرقه بنشبه وَكم ذهب اعوانه فِي مذاهبه بذهبه فان الطَّرِيق من دوره فِي بَاطِن الْبَلَد بَعدت الى خيمته فِي ظَاهره فولعت ايدي التَّعَدِّي بنفائس اعلاقه وكرائم جواهره وَمن اصحابنا جمَاعَة ندبوا لاعانته فاستغنوا بِمَا أَصَابُوهُ وحازوا وفازوا بِمَا بِهِ فازوا وَذكر انه كَانَ يحمل من دَاره عشرَة احمال باثقال أَمْوَال فَيذْهب فِي الطَّرِيق بَعْضهَا ويتعذر باعداد عروضها فَرُبمَا وصلت اليه من تِلْكَ الْعشْرَة الثمينة ثَمَانِيَة وَيسْأل عَن الْبَاقِي فَيُقَال دوابها وانية وَهِي فِي الْوُصُول متدانية وَمَا يزَال يدْخل جملَة فِي جملَة وَقد عبثت بمجانيها ايدى جانية فنضا أعوانه أَنْوَاع نضاره وهيهات ان يرجع مَا ذهب وَهُوَ فِي انْتِظَاره فكم اختزل مِنْهُ وَاعْتَزل وَكَانَ يعْتَقد انه سمين فاذا هُوَ قد هزل فراح وَقد أعوز عزه وبز بزه وهتك حرزه ونهك كنزه ووجدوا من مصائبه فَوَائِد وَوَضَعُوا من لحومه مَوَائِد واستجدوا من مضاره مَنَافِع واستنجدوا من مغرابه مطالع وسلخوا من قدره وطبخوا فِي قدره ومالوا بِمَالِه وحالوا بِحَالهِ وسمنوا بهزاله واعتزوا باعتزاله وخفوا بثقاله واستفادوا الصِّحَّة من علله والحلية من عطله واسداد من خلله وَالْجمال من حلله وَهُوَ لما بِهِ من روع وَكره بِغَيْر طوع وهم وهم بِكُل نوع يحصر لَدَى التَّكَلُّم وَيقصر عَن التظلم ويغتنم لما حواه فوزه وَلَا يصدق بِمَا حصل فِي يَده من ذخره حوزه فَهُوَ عَلَيْهِ مرتعد مرتعش على أَنه بِمَا راعه من الرعب من كل أنيس مستوحش فَلَمَّا انْقَضى الْأَجَل خامرة الوجل واعترف بِأَنَّهُ عَن نقل سَائِر ذخائره عَاجز وان غدر الزَّمَان بَينه وَبَين
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute