بحزازات الْقُلُوب وحرارات الاكباد وَكَانَ مقدمهم ابْن هنفرى ففر وَطلب طَرِيق الْخَلَاص قبل ان يعثر بذيل العثير فَمَا قر وَوصل الْخَبَر بَان الفرنج قد وافوا بِجَمْعِهِمْ المحشود الْمَجْمُوع مائحين بالسوابح السوابق فِي بحار السوابغ والدروع وَكَانُوا فِي الف وَخَمْسمِائة رمح وَمثله تركبلي وَخَمْسَة عشر الف راجل مَا بَين طَاعن وضارب وناشب ونابل وزحفوا كَأَنَّهُمْ أسود الشرى فِي آجامها وهضاب شرورى بعلامها فَبَعَثنَا اليهم الجاليشية فجالت أمامها وجاشت قدامها والهبت نصالها فِي مَاء الوريد ضرامها وعبينا الاطلاب للْمَوْت طلابا وللنصر بِلِسَان النصل خطابا وحلقت أَجْنِحَة الرَّايَات فاقترنت بهَا فِي الجو اجنحة امثالها من العقبان الكواسر وَنزلت عَسَاكِر الْمَلَائِكَة منجدة لما استصحبناه من العساكر وَكثر بِاللَّه الْمُؤمنِينَ فِي أعين الْكَافرين فعادوا بعد الْأنس نافرين فَلَمَّا رَأَوْا بأسنا أخلدوا إِلَى الأَرْض مهطعين ووقعوا عَلَيْهَا للهلاك متوقعين وخندقوا حَولهمْ واسندوا الى الْجَبَل بالذل لائذين وركزوا قنطارياتهم فِي مَرْكَز دَائِرَة الخذلان رَضوا بِمَا كَانُوا يأبونه وَهُوَ أَن عزوا بالهوان وطلبوا ربح سلامتهم من الخسران وَأَقَامُوا كَذَلِك خَمْسَة أَيَّام آخرهَا الْأَرْبَعَاء خَامِس عشر جُمَادَى الْآخِرَة فِي دَائِرَة السوء وَعَلَيْهِم ديم السِّهَام ماطرة النوء وَنحن كل يَوْم نتوقع مِنْهُم الحملة الَّتِي هِيَ عَادَتهم والمبادرة فِي اللِّقَاء الَّتِي هِيَ فِي الصدمة الاولى سورتهم فنكلوا عَن اللِّقَاء وَمَا هاجوا الى الهيجاء وعساكرنا المنصورة حَولهمْ حائمة وَفِي بحار السوابغ فِي بِلَاد السَّاحِل دونهم عائمة والملازمون المنازلون لَهُم يثخنون فيهم جراحا ويعاودونهم مسَاء وصباحا ويسمعونهم ركزا ويسمعون مِنْهُم صياحا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute