للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ الأدفوي: وَكَانَ يفخر بالبخل كَمَا يفخر النَّاس بِالْكَرمِ، وَكَانَ ثبتا صَدُوقًا حجَّة سَالم العقيدة من الْبدع الفلسفية والاعتزال والتجسيم، وَمَال إِلَى مَذْهَب أهل الظَّاهِر وَإِلَى محبَّة عَليّ بن أبي طَالب؛ كثير الْخُشُوع والبكاء عِنْد قِرَاءَة الْقُرْآن. وَكَانَ شَيخا طوَالًا حسن النغمة، مليح الْوَجْه، ظَاهر اللَّوْن، مشربا بحمرة، منور الشيبة، كَبِير اللِّحْيَة، مسترسل الشّعْر. وَكَانَ يعظم ابْن تَيْمِية، ثمَّ وَقع بَينه وَبَينه مَسْأَلَة نقل فِيهَا أَبُو حَيَّان شَيْئا عَن سِيبَوَيْهٍ فَقَالَ ابْن تَيْمِية: وسيبويه كَانَ نَبِي النَّحْو! لقد أَخطَأ سِيبَوَيْهٍ فِي ثَلَاثِينَ موضعا من كِتَابه، فَأَعْرض عَنهُ ورماه فِي تَفْسِيره النَّهر بِكُل سوء.

قَالَ الصَّفَدِي: وَكَانَ لَهُ إقبال على الطّلبَة الأذكياء، وَعِنْده تَعْظِيم لَهُم؛ وَهُوَ الَّذِي جسر النَّاس على مصنفات ابْن مَالك ورغبهم فِي قرَاءَتهَا، وَشرح لَهُم غامضها، وخاض بهم لججها. وَكَانَ يَقُول عَن مُقَدّمَة ابْن الْحَاجِب: هَذِه نَحْو الْفُقَهَاء.

تولى تدريس التَّفْسِير بالمنصورية، والإقراء بِجَامِع الْأَقْمَر، وَكَانَت عِبَارَته فصيحة، لكنه فِي غير الْقُرْآن يعْقد الْقَاف قَرِيبا من الْكَاف.

وَله من التصانيف: الْبَحْر الْمُحِيط فِي التَّفْسِير، النَّهر مُخْتَصره، إتحاف الأريب بِمَا فِي الْقُرْآن من الْغَرِيب، التذييل والتكميل فِي شرح التسهيل، مطول الارتشاف ومختصره مجلدان - وَلم يؤلف فِي الْعَرَبيَّة أعظم من هذَيْن الْكِتَابَيْنِ، وَلَا أجمع وَلَا أحصى للْخلاف وَالْأَحْوَال، وَعَلَيْهِمَا اعتمدت فِي كتابي جمع الْجَوَامِع نفع الله تَعَالَى بِهِ - التنخيل الملخص من شرح التسهيل للْمُصَنف وَابْنه بدر الدّين، الْإِسْفَار الملخص من شرح سِيبَوَيْهٍ للصفار، التَّجْرِيد لأحكام كتاب سِيبَوَيْهٍ، التَّذْكِرَة فِي الْعَرَبيَّة أَربع مجلدات كبار، وقفت عَلَيْهَا وانتقيت مِنْهَا كثيرا، التَّقْرِيب، مُخْتَصر المقرب، التدريب فِي شَرحه، الْمُبْدع فِي التصريف، غَايَة الْإِحْسَان فِي النَّحْو، شرح الشذا فِي مَسْأَلَة كَذَا، اللمحة، والشذرة؛ كِلَاهُمَا فِي النَّحْو، الارتضاء فِي الضَّاد والظاء، عقد اللآلي فِي الْقرَاءَات على وزن الشاطبية وقافيتها، الْحلَل الحالية فِي أَسَانِيد الْقُرْآن الْعَالِيَة، نحاة الأندلس، الأبيات الوافية

<<  <  ج: ص:  >  >>