وَكَانَ صَالحا دينا زاهداً، لَا يقبل شَيْئا وَلَا وَظِيفَة، وَلَا يُمكن أَوْلَاده من ذَلِك، وَله وجاهة وَحُرْمَة عِنْد السلاطين والقضاة والنواب، ويقصدونه ويعظمونه، وَلَا يلْتَفت إِلَيْهِم بل يوبخهم بالْقَوْل وَالْفِعْل، ويخاطبهم بِأَسْوَأ خطاب يكْتب إِلَى النواب: إِلَى فلَان المكاس أَو الظَّالِم، أَو نَحْو ذَلِك من الْعبارَات الشنيعة، وهم يمتثلون أمره وَلَا يخالفونه. وَكَانَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ يُبَالغ فِي تَعْظِيمه، وَيَقُول: لَا أعلم الْيَوْم مثله فِي الدّين وَالْعلم، وَكَانَ يعاني الفروسية وآلات الْقِتَال، وَلَا يخرج من بَيته لجَماعَة وَلَا لجمعة، وغزا وَبنى برجا على السَّاحِل.
وَمَات مطعونا يَوْم الثُّلَاثَاء خَامِس جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة.
٥٢٣ - مُحَمَّد بن الرَّاشِدِي الخزفي السَّرخسِيّ أَبُو بكر الإِمَام
قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ: كَانَ فَقِيها فَاضلا دينا خيرا مرجوعاً إِلَى فتواه، عَالما بالنحو وَالْأَدب، تفقه على أبي مُحَمَّد الزيَادي، وَسمع أَبَا الفتيان عمر بن سَعْدَوَيْه الْحَافِظ.
وَمَات فِي رَمَضَان سنة سبع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة.
٥٢٤ - مُحَمَّد الْحِجَازِي المالقي أَبُو عبد الله
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ أستاذا بمالقة، مقرئاً لِلْقُرْآنِ، عَارِفًا بالنحو وَالْأَدب، جم المعارف، كثير الْآدَاب، مُجْتَهدا فصيحاً، لسناً، ذَا عناية بأصول الدّين، ناقداً فِي ذَلِك. روى عَنهُ أَبُو عَمْرو بن سَالم. بكر يَوْمًا لصَلَاة الْجُمُعَة بِجَامِع ميروقة، فَقتله فِئَة من نَصَارَى الرّوم يقتلُون كل من بكر.
قَالَ: وأحسب ذَلِك فِي الْعشْر وسِتمِائَة.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute