للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٥١٨ - عبد الرَّحِيم بن الْحسن بن عَليّ بن عمر بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم الْأمَوِي الشَّيْخ جمال الدّين أَبُو مُحَمَّد الْإِسْنَوِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي الأصولي النَّحْوِيّ الْعَرُوضِي

قَالَ فِي الدُّرَر: ولد فِي الْعشْر الْأَخير من ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَسَبْعمائة بإسنا، وَقدم الْقَاهِرَة سنة إِحْدَى وَعشْرين؛ وَقد حفظ التَّنْبِيه؛ فَأخذ الْعَرَبيَّة عَن أبي الْحسن النَّحْوِيّ وَالِد ابْن الملقن وَأبي حَيَّان وَغَيرهمَا، وَكتب لَهُ أَبُو حَيَّان: بحث عليّ الشَّيْخ فلَان كتاب التسهيل، ثمَّ قَالَ لَهُ: لم أشيّخ أحدا فِي سنك؛ وَذكر هُوَ فِي كِتَابه الْكَوْكَب أَنه كَانَ لَا يُعرف إِلَّا بالنحو فِي أول أمره، حَتَّى أقرأه وَله نَحْو الْعشْرين سنة.

وَأخذ عَن القطب السنباطي والجلال الْقزْوِينِي والقونوي والتقي السُّبْكِيّ وَالْمجد السنكلومي والبدر التسترِي وَغَيرهم؛ وبرع فِي الْفِقْه والأصلين والعربية، وانتهت إِلَيْهِ رياسة الشَّافِعِيَّة، وَصَارَ الْمشَار إِلَيْهِ بالديار المصرية. ودرّس وَأفْتى، وازدحمت عَلَيْهِ الطّلبَة، وانتفعوا بِهِ وَكَثُرت تلامذته؛ وَكَانَت أوقاته مَحْفُوظَة مستوعبة للأشغال والتصنيف؛ وَكَانَ ناصحا فِي التَّعْلِيم، مَعَ الْبر وَالدّين والتواضع والتودد، يقرب الضَّعِيف المستهان، ويحرص على إِيصَال الْفَائِدَة للبليد، وَيذكر عِنْده الْمُبْتَدِئ الْفَائِدَة المطروقة، فيصغى إِلَيْهِ كَأَنَّهُ لم يسْمعهَا؛ جبرا لخاطره؛ مَعَ فصاحة الْعبارَة، وحلاوة المحاضرة والمروءة الْبَالِغَة.

وَكَانَ سمع الحَدِيث من الدبوسي وَعبد المحسن الصَّابُونِي وَجَمَاعَة وحدّث بِالْقَلِيلِ.

روى عَنهُ الْجمال ابْن ظهيرة والحافظ أَبُو الْفضل الْعِرَاقِيّ، وأفرد لَهُ تَرْجَمَة فِي كراسة، ودرّس بالمالكية والأقبغاوية والفاضلية وَالتَّفْسِير بالجامع الطولوني، وَولي الْحِسْبَة ووكالة بَيت المَال، ثمَّ عزل نَفسه من الْحِسْبَة لكَلَام وَقع بَينه وَبَين الْوَزير ابْن قزينه سنة ثِنْتَيْنِ وَسِتِّينَ. وَاسْتقر عوضه الْبُرْهَان الأخنائي، ثمَّ عزل نَفسه من الْوكَالَة.

وتصانيفه فِي الْفِقْه مَشْهُورَة، كالمهمات على الرَّوْضَة، وَشرح الرَّافِعِيّ، وَالْهِدَايَة إِلَى أَوْهَام الْكِفَايَة، والجواهر، وَشرح منهاج الْفِقْه؛ وصل فِيهِ إِلَى الْمُسَاقَاة، وَأَحْكَام الخنائي، والفروق، وَالْجَامِع، والأشباه والنظائر، والألفاظ، وَغير ذَلِك.

<<  <  ج: ص:  >  >>