سيرة الْملك الْمُؤَيد - منظومة، وَقد جرد شيخ الْإِسْلَام ابْن حجر مِنْهَا الأبيات الرَّكِيكَة، وَالَّتِي بِلَا وزن، فبلغت نَحْو أَرْبَعمِائَة بَيت فِي كتاب، وَسَماهُ: قذى الْعين، من نظم غراب الْبَين، وَكَانَ بَينهمَا مُنَافَسَة.
وَمن قَول شيخ الْإِسْلَام فِيهِ لما وَقعت مَنَارَة الْمُؤَيد، وَكَانَ الْعَيْنِيّ شيخ الحَدِيث بهَا:
(بِجَامِع مَوْلَانَا الْمُؤَيد رونق ... منارته بالْحسنِ تزهو وبالزين)
(تَقول وَقد مَالَتْ عَلَيْهِم تمهلوا ... فَلَيْسَ على هدمى أضرّ من " الْعين ")
مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَخمسين وَثَمَانمِائَة.
١٩٦٨ - مَحْمُود بن جرير الضَّبِّيّ الْأَصْبَهَانِيّ النَّحْوِيّ أَبُو مُضر
قَالَ ياقوت: كَانَ يلقب فريد الْعَصْر، وَكَانَ وحيد دهره وأوانه فِي علم اللُّغَة والنحو والطب، يضْرب بِهِ الْمثل فِي أَنْوَاع الْفَضَائِل. أَقَامَ بخوارزم مُدَّة، وانتفع النَّاس بِعُلُومِهِ وَمَكَارِم أخلاقه، وَأخذُوا عَنهُ علما كثيرا، وَتخرج عَلَيْهِ جمَاعَة من الأكابر فِي اللُّغَة والنحو؛ مِنْهُم الزَّمَخْشَرِيّ؛ وَهُوَ الَّذِي أَدخل إِلَى خوارزم مَذْهَب الْمُعْتَزلَة ونشره بهَا، فَاجْتمع عَلَيْهِ الخَلق لجلالته، وتمذهبوا بمذهبه؛ مِنْهُم الزَّمَخْشَرِيّ.
قَالَ ياقوت: وَلست أعرف لَهُ مَعَ نباهة قدره وشياع ذكره مصنفا مَذْكُورا، وَلَا تأليفا مأثورا، إِلَّا كتابا يشْتَمل على نتف وأشعار وحكايات وأخبار، سَمَّاهُ زَاد الرَّاكِب.
مَاتَ بمرو بعد سنة سبع وَخَمْسمِائة، ورثاه الزَّمَخْشَرِيّ بقوله:
(وقائلة مَا هَذِه الدُّرَر الَّتِي ... تساقطها عَيْنَاك سمطين سمطين)
(فَقلت هُوَ الدّرّ الَّذِي قد حَشا بِهِ ... أَبُو مُضر أُذُنِي تساقط من عَيْني)
١٩٦٩ - مَحْمُود بن الْحسن بن عَليّ بن الْحسن أَبُو الثَّنَاء وَأَبُو الْمجد
يعرف بِابْن الأرملة النَّحْوِيّ. قَالَ فِي تَارِيخ إربل: أَخذ النَّحْو عَن ابْن المنقى وَسَعِيد بن الدهان؛ وَكَانَ صدر الْجَامِع بإربل، يقرئ النَّحْو وَالْقُرْآن، وَكَانَ كثير العصبية للأمويين؛ يسْلك فِي أشعاره التَّكَلُّف، وَأخذ فِي اخْتِصَار الْمُجْمل لِابْنِ فَارس، فسلمه إِلَى نَاسخ وَصَارَ يَقُول