وَكتب إِلَيْهِ الْحَافِظ السلَفِي يستجيزه؛ وأصابه خراج فِي رجله فقطعها، وصنع عوضهَا رجلا من خشب؛ وَكَانَ إِذا مَشى ألْقى عَلَيْهَا ثِيَابه الطوَال فيظن من يرَاهُ أَنه أعرج.
وَله من التصانيف: الْكَشَّاف فِي التَّفْسِير، الْفَائِق فِي غَرِيب الحَدِيث، الْمفصل فِي النَّحْو، المقامات، المستقصى فِي الْأَمْثَال، ربيع الْأَبْرَار، أطواق الذَّهَب، صميم الْعَرَبيَّة، شرح أَبْيَات الْكتاب، الأنموذج فِي النَّحْو، الرائض فِي الْفَرَائِض، شرح بعض مشكلات الْمفصل، الْكَلم النوابغ، القسطاس فِي الْعرُوض، الأحاجي النحوية، وَغير ذَلِك.
مَاتَ يَوْم عَرَفَة سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة.
أسندنا حَدِيثه فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى وتكرر فِي جمع الْجَوَامِع.
وَله:
(إِن التفاسير فِي الدُّنْيَا بِلَا عدد ... وَلَيْسَ فِيهَا لعمري مثل كشافي)
(إِن كنت تبغي الْهدى فَالْزَمْ قِرَاءَته ... فالجهل كالداء والكشاف كالشافي)
١٩٧٨ - مَحْمُود بن قطلوشاه السرائي أرشد الدّين الْحَنَفِيّ
قَالَ ابْن حجر: قدم من بِلَاده وَهُوَ كَبِير، فَأَقَامَ بِالشَّام مُدَّة، وشغل النَّاس وَأفَاد؛ وَتخرج بِهِ جمَاعَة. ثمَّ أقدمه صرغتمش بعد موت الإتقاني، فولاه مدرسته، وَكَانَ غَايَة فِي الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة وَالْأُصُول والعربية والطب؛ مَعَ التودد والسكون والانجماع، مَعَ عظم قدره عِنْد أهل الدولة.
مَاتَ فِي رَجَب سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة عَن ثَمَانِينَ سنة.
١٩٧٩ - مَحْمُود بن مُحَمَّد بن صفي بن مُحَمَّد الوراقي الذهلي الْحَنَفِيّ تَاج الدّين
قَالَ الخزرجي: كَانَ فَقِيها عَارِفًا محققا، وَله يَد طولى فِي الْأُصُول والمعاني وَالْبَيَان والنحو والمنطق. ألّف الْمَقْصد فِي النَّحْو وأهداه إِلَى الْأَشْرَف فأثابه عَلَيْهِ خَمْسمِائَة دِينَار.
قدم زبيد فَأخذ عَنهُ أَهلهَا ثمَّ حج وَعَاد إِلَيْهَا؛ وَألف كتابا فِي الْجِهَاد وأهداه إِلَى الْأَشْرَف فأثابه خَمْسمِائَة أُخْرَى. وَكَانَ مَشْهُور الْفضل وَالصَّلَاح، متخليا لِلْعِبَادَةِ والتدريس والإفادة.