(قل لأحبابنا فداكم محب ... لَيْسَ يسلو ومقلة لَا تنام)
(كل عَيْش وَلَذَّة وسرور ... قبل لقياكم على حرَام)
فرغ الْقَوْم قُلُوبهم من الشواغل فَضربت فِيهَا سرادقات المحبوب فأقاموا الْعُيُون تحرس تَارَة وترش الأَرْض أُخْرَى هَيْهَات هان سهر الحراس لما علمُوا أَن أَصْوَاتهم بسمع الْملك
لِابْنِ المعتز
(أَيهَا الْملك الَّذِي سهري فِيهِ ... كطعم الرقاد بل هُوَ أحلى)
(غرضي مَا يُريدهُ بِي حَبِيبِي ... لَو سقاني مهلا لما قلت مهلا)
(لست أَدْرِي أَطَالَ ليلِي أم لَا ... كَيفَ يدْرِي بِذَاكَ من يتقلى)
(إِن للعاشقين فِي قصر اللَّيْل ... وَفِي طوله عَن النّوم شغلا)
(لَو تفرغت لاستطالة ليلِي ... إو لرعي النُّجُوم كنت مخلا)
(وغرام الْفُؤَاد مذ غبت عَنهُ ... لم يحل عَن هَوَاك حاشي وكلا)
قُلُوب العارفين مملؤة بِذكر الحبيب لَيْسَ فِيهَا سَعَة لغيره
(قد صِيغ قلبِي على مِقْدَار حبهم ... فَمَا لحب سواهُم فِيهِ متسع)
إِن نطقوا فبذكره وَإِن تحركوا فبأمره وَإِن فرحوا فلقربه وَإِن ترحوا فلعتبه
(وَالله مَا طلعت شمس وَلَا غربت ... إِلَّا وَأَنت منى قلبِي ووسواسي)
(وَلَا جَلَست إِلَى قوم أحدثهم ... إِلَّا وَأَنت حَدِيثي بَين جلاسي)
(وَلَا هَمَمْت بِشرب المَاء من عَطش ... إِلَّا رَأَيْت خيالا مِنْك فِي الكاس)
أقواتهم ذكرى الحبيب وأوقاتهم بالمناجاة تطيب لَا يصبرون عَنهُ لَحْظَة وَلَا يَتَكَلَّمُونَ فِي غير رِضَاهُ بِلَفْظَة
(حَياتِي مِنْك فِي روح الْوِصَال ... وصبري عَنْك من سلب الْمحَال)
(وَكَيف الصَّبْر عَنْك وَأي صَبر ... لعطشان عَن المَاء الزلَال)