الْفَصْل السبعون
يَا تائها فِي بوادي الْهوى إنزل سَاعَة بوادي الْفِكر يُخْبِرك بِأَن اللَّذَّة قَصِيرَة وَالْعِقَاب طَوِيل وَاعجَبا لمن يَشْتَرِي شَهْوَة سَاعَة بغم الْأَبَد كَانَت الْمعْصِيَة سَاعَة لَا كَانَت فكم ذلت بعْدهَا النَّفس وَكم تصاعد لأَجلهَا النَّفس وَكم جرى لتذكارها دمع
للشريف الرضى
(قَضَت الْمنَازل يَوْم كاظمة ... أَن الْمطِي يطول موقفها)
(سبقت مدامعنا برشتها ... من قبل أَن يومي مكفكفها)
(إِن كنت انفذت الدُّمُوع بهَا ... فالوجد بعد الْيَوْم يخلفها)
(لَا تنشدن الدَّار بعدهمْ ... إِنِّي على الإقواء أعرفهَا)
(رفقا بقلبي لَا تعذبه ... الْعين مِنْك وَأَنت تطرفها)
(فِي الْقلب مِنْك جِرَاحَة عظمت ... مَا زلت أدملها وتقرفها)
(هَل يعطفنكم توجعها ... أَو يقبلن بكم تلهفها)
يَا من قد هبت على قلبه جنوب المجانبة فلفقت غيم الْغَفْلَة فأظلم أفق الْمعرفَة لَا تيأس فالشمس تَحت الْغَيْم لَو تصاعد نفس أَسف دارت شمالا فتقطع السَّحَاب أَنْفَع دَوَاء أَجِدهُ لَك نقض أخلاط التخطليط بالدموع بضَاعَة المذنب دمعه رَأس مَال الْمقر حزنه رَاحَة الأواب قلقه عيشة التواب حرقه كَانَ آدم يبكي بعد هُبُوطه حَتَّى يَخُوض فِي دمعه فَكَانَ جِبْرِيل يَأْتِيهِ فَيَقُول كم هَذَا الْبكاء ولسان حَاله يُجيب
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute