الْفَصْل الثَّلَاثُونَ
أخواني البدار البدار وَالْجد الْجد فالخصم معد والقصم مجد
(مكر الزَّمَان علينا غير مَأْمُون ... فَلَا تَظنن أمرا غير مظنون)
(بل الْمخوف علينا مكر أَنْفُسنَا ... ذَات المنى دون مكر الْبيض والجون)
(إِن اللَّيَالِي وَالْأَيَّام قد كشفت ... من مكْرها كل مَسْتُور ومكنون)
(وحدثتنا بآنا من فرائسها ... نواطقا بفصيح غير ملحون)
(واستشهدت من مُضِيّ منا فانبانا ... عَن ذَاك كل لقى منا ومدفون)
(وَأم سوء إِذا مَا رام مرتضع ... أخلافها صد عَنْهَا صد مزبون)
(وَنحن فِي ذَاك نصيفها مودتنا ... تَبًّا لكل سَفِيه الرَّأْي مغبون)
(نشكو إِلَى الله جهلا قد أضرّ بِنَا ... بل لَيْسَ جهلا وَلَكِن علم مفتون)
(أغوى الْهوى كل ذِي عقل فلست ترى ... إِلَّا صَحِيحا لَهُ أَفعَال مَجْنُون)
(حَتَّى مَتى نشتري دنيا بآخرة ... سفاهه ونبيع الفوق بالدون)
(نَبْنِي المعاقل والأعداء كامنة ... فِيهَا بِكُل طرير الْحَد مسنون)
(ونجمع المَال نرجو أَن يخلدنا ... وَقد أَبى قبلنَا تخليد قَارون)
(نظل نستنفق الْأَعْمَار طيبَة ... عَنْهَا النُّفُوس وَلَا نسخر بِمَا عون)
(وَمَا تَأَخّر حَيّ بعد ميتَة ... إِلَّا تَأَخّر نقد بعد عربون)
يَا من دعى إِلَى نَفعه نبا ونشز يَا جَامعا لغيره مَا جمع وكنز يَا متثبطا فِي الْخَيْر فَإِذا لَاحَ الشَّرّ جمز كَأَنَّك بالألم وَقد ألم فنكى ونكز وكد التبار الرّوح بالتباريح وَاشْتَدَّ العلز وَأخذ النَّفس