الْفَصْل الْخَامِس وَالثَّمَانُونَ
يَا من كل يَوْم يقدم إِلَى الْقَبْر فارط لَا تغتر بالسلامة فَرُبمَا قبض الباسط إنهض للنجاة بقلب حَاضر وجأش رابط قبل أَن يلقيك على بِسَاط الْعَجز خابط وَنَفس النَّفس تخرج من سم إبرة خائط
(قل للمؤمل أَن الْمَوْت فِي أثرك ... وَلَيْسَ يخفى عَلَيْك الْأَمر من نظرك)
(فِيمَن مضى لَك إِن فَكرت مُعْتَبر ... وَمن يمت كل يَوْم فَهُوَ من نذرك)
(دَار تُسَافِر عَنْهَا من غَد سفرا ... فَلَا تؤب إِذا سَافَرت من سفرك)
(تضحي غَدا سمرا لِلذَّاكِرِينَ كَمَا ... صَار الَّذين مضوا بالْأَمْس من سمرك)
إخل بِنَفْسِك فِي دَار المعاتبة واحضرها دستور المحاسبة وارفع عَلَيْهَا سَوط المعاقبة وَإِن لم تفعل خسرت فِي الْعَاقِبَة
(خلقت جسما ثريا ثمَّ زرت ثرى ... فصرت خطا وطالت مُدَّة فمحى)
(قف بالمنازل من عَاد وَغَيرهم ... فَمَا ترى ثمَّ من شخص وَلَا شبح)
(كل مجازى بِمَا اسداه من حسن ... وسيء فاهجر السوء آتٍ وانتزح)
لقد وعظك أمس وَالْيَوْم وَأَنت من سنة إِلَى نوم أَيْن العشائر أَيْن الْقَوْم إشتراهم البلى بِلَا سوم لَا فطر عِنْدهم وَلَا صَوْم بلَى بلابل العتاب واللوم هَذَا رشاش الموج ينذر بالعوم ويخبر بالحادثات أشمامها وَالروم
(إغتنم صفو اللَّيَالِي ... إِنَّمَا الْعَيْش اختلاس)
(تلبس الدَّهْر وَلَكِن ... مُتْعَة ذَاك اللبَاس)
يَا جَامع الحطام وَلَا يدْرِي مَا جنى كلما نقض الْوَاعِظ أصلا