الْفَصْل الثَّالِث فِي قصَّة نوح عَلَيْهِ السَّلَام
لما عَم أهل الأَرْض الْعَمى عَمَّا خلقُوا لَهُ بعث نوح بجلاء أبصار البصائر فَمَكثَ يداويهم {ألف سنة إِلَّا خمسين عَاما} فكلهم أبْصر وَلَكِن عَن المحجة تَعَالَى فلاح لللاحي عدم فلاحهم فولاهم الصلا يأسا من صَلَاحهمْ وَبعث شكاية الْأَذَى فِي {مسطور} {إِنَّهُم عصوني} فَأذن مُؤذن الطَّرْد على بَاب دَار إهدار دِمَائِهِمْ {أَنه لن يُؤمن من قَوْمك إِلَّا من قد آمن} فَقَامَ نوح فِي محراب {لَا تذر} فَأَتَتْهُ رِسَالَة {أَن اصْنَع} ونادى بريد الْإِعْلَام بِالْغَضَبِ {وَلَا تخاطبني} فَلَمَّا أَن هال كئيب الْإِمْهَال وَانْقطع سلك التَّأْخِير غربت شمس الِانْتِظَار فادلهمت عِقَاب الْعقَاب فَلَمَّا انسدلت الظلمَة وَفَاتَ النُّور {وفار التَّنور} فَقيل يَا نوح قد حَان حِين الْحِين فاحمل {فِيهَا من كل زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ} فَتخلف خلف نوح خلف من وَلَده فَمد يَد الحنو ليَأْخُذ بِيَدِهِ {يَا بني اركب مَعنا} فَأجَاب عَن ضمير خايض فِي مسَاء الْمسَاوِي {سآوي} فَرد عَلَيْهِ لِسَان الْوَعيد {لَا عَاصِم} فَلَمَّا انتقم من العصاة بِمَا يَكْفِي كفت كف النجَاة كفة الأَرْض بقسر {ابلعي} وَقلع جذع جزع السَّمَاء فِي وكف دمعها بظفر {أقلعي} ونوديت نجوة الجودي جودي بانجاء غرقى السّير وزود الهالكون فِي سفر الطَّرْد زَاد {وَقيل بعدا}
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute