الْفَصْل الثَّمَانُونَ
يَا مُقيما فِي دَائِرَة دَار الْغَيْر كم حضرت فِيهَا محتضر كم عَايَنت عَيْنك قبرا يحتفر لقد ألانت مواعظها كل صلد حجر عجبا لفرخها مَا عيد حَتَّى نحر
(إِن فِي نأي زماني عظة ... تشغل الْعَاقِل عَن نأي زنام)
(ومدام الْفِكر فِيمَن قد مضى ... مُسكر يُغْنِيك عَن شرب مدام)
(عرس الْقَوْم وغربان الدجى ... إِنَّمَا صاحت بتقويض الْخيام)
(وحمامات الضُّحَى صادحة ... نوحها ينذرها صرف الْحمام)
(ومطايا الْخيف قد زمت لكم ... ودعوا يَا قوم وامضوا بِسَلام)
(ودعوا عَنْكُم أباطيل المنى ... لَيست الدُّنْيَا لنا دَار مقَام)
(أقسم الساقي بكاسات الردى ... ليدورن على كل الْأَنَام)
يَا من إِذا عَامل خَان وظلم يَا من أَمر بِمَا يَنْفَعهُ فَلم هَذَا القتير فِي الرَّأْس كَالْعلمِ أُبْقِي بعد نوره يَا ظَالِم ظلم ألم يقل لَك ألم الضعْف انتبه ألم أَيْن رفيقك ادَّلَجَ وَقد عرفت الْمنْهَج والرحيل قد أزعج وَهَذَا فرس مسرج والبضاعة كلهَا بهرج
وَيحك تعاهد قَلْبك فَإِذا رَأَيْته قد مَال إِلَى الْهوى فَاجْعَلْ فِي الْجَانِب الآخر ذكر الْعقَاب ليستقيم فَإِن غلبك الْهوى فاستغث بِصَاحِب الْقلب وَإِن تَأَخَّرت الْإِجَابَة فَابْعَثْ رائد الانكسار خلفهَا تجدني عِنْد المنكسرة قُلُوبهم
يَا هَذَا أما علمت أَن اللطف مَعَ الضَّعِيف أَكثر لما كَانَت الدَّجَاجَة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute