(كم كم تَقول غَدا أَتُوب ... غَدا غَدا وَالْمَوْت أقرب)
أما عمرك كل يَوْم ينتهب أما الْمُعظم مِنْهُ قد ذهب فِي أَي شَيْء فِي جمع الذَّهَب تبخل بِالْمَالِ والعمر تهب يَا من إِذا خلا تفكر وَحسب فَأَما نزُول الْمَوْت فَمَا حسب لَك نوبَة لَا تشبه النوب بَين يَديك كربَة لَا كالكرب تطلب النجَاة وَلَكِن لَا من بَاب الطّلب تقف فِي الصلوة إِن صَلَاتك عجب الْجِسْم حَاضر وَالْقلب فِي شعب الْجَسَد بالعراق وَالْقلب فِي حلب الْفَهم أعجمي وَاللَّفْظ لفظ الْعَرَب أَنا أعلم بك مِنْك حب الْهوى قد غلب وَمَتى أسر الْهوى قلبا لم يفلح وَكتب
(يَا آدَمِيّ أَتَدْرِي مَا منيت بِهِ ... أم دون ذهنك ستر لَيْسَ ينجاب)
كأنكم بالدنيا الَّتِي تولت قد تولت وبالنفوس الْكَرِيمَة قد هَانَتْ وذلت وبكؤوس الأسى قد انهلت وعلت وبحمول الظاعنين على الأسف قد اسْتَقَلت مَتى يُقَال لهَذِهِ الغمرة الَّتِي جلت قد تجلت