للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِذا اعترك اللَّيْل اعتكر ألهم طَال الدجى على الْأَبدَان وَقصر على الْقُلُوب

(شَكَوْنَا إِلَى أحبابنا طول ليلنا ... فَقَالُوا لنا مَا اقْتصر اللَّيْل عندنَا)

لَو رَأَيْت رواحل الْأَبدَان قد أنضاها طول السهر وأضناها فَلَمَّا هبت نجدية السحر مدت أَعْنَاق الشوق فَزَالَ كل الكلال

لصردر

(تزاورن عَن اذرعات يَمِينا ... نواشز لَيْسَ يطعن البرينا)

(كلفن بِنَجْد كَأَن الرياض ... أخذن لنجد عَلَيْهَا يَمِينا)

(وأقسمن يحملن إِلَّا نحيلا ... إِلَيْهِ ويبلغن إِلَّا حَزينًا)

(وَلما استمعن زفير المشوق ... ونوح الْحمام تركن الحنينا)

(إِذا جئتما بانة الواديين ... فأرخو النسوع وحلوا الوضينا)

(فثم علائق من أجلهَا ... ملاء الدجى وَالضُّحَى قد طوينا)

(وَقد أنبأتهم مياه الجفون ... بَان بقلبك دَاء دَفِينا)

دموع الْخَائِفِينَ يحبسها بِالنَّهَارِ مراقبة الْخلق فَإِذا جن اللَّيْل إنفتح سكر الدُّمُوع {فسالت أَوديَة بِقَدرِهَا} أَرْوَاح الأسحار أقوات الْأَرْوَاح رقت فرقت حرجد الوجد وَبَلغت رسائل الْحبّ ومكروب الشوق يرتاح للرياح

(يَا نسيم الرّيح هَل من وَقْفَة ... تطغي الْغلَّة أَو تشفي الأواما)

(كن رَسُولا بِسَلام عَائِدًا ... نَحْو من أنقذني فِيك السلاما)

(لم تثر شجوى حمامات اللوى ... بل غرامي علم الشجو الحماما)

<<  <   >  >>