قَالَ الشَّيْخ الإِمَام الْحَافِظ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أبي نصر بن عبد الله الْحميدِي رَضِي الله عَنهُ الْحَمد لله الَّذِي أنعم علينا بالكثير الجزيل وَرَضي منا باليسير السهل من خدمته وَصلى الله على نبيه مُحَمَّد الَّذِي أهْدى إِلَى الْقُلُوب برسالته هداها ونورها وكشف عَنْهَا غماءها وديجورها وعَلى اله وأئمة الدّين بعده وَالَّذين قصدُوا قَصده وابتغوا رشده وَسلم تَسْلِيمًا
وَبعد
فَإنَّا لما فَرغْنَا بعون الله وتأييده إيانا من كتَابنَا فِي الْجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ الَّذِي اقتصرنا فِيهِ على متون الْأَخْبَار بِالْحِفْظِ والتذكار أردنَا أَن نفسره بشرح الْغَرِيب الْوَاقِع فِي أثْنَاء الاثار فَلَا يتَوَقَّف المستفيد لَهُ من مطالعته وَلَا يَنْقَطِع بالتفتيش لما أشكل عَلَيْهِ فِي دراسته ورأينا أَن ذَلِك أولى بِمَا أعناه بِهِ وهديناه إِلَيْهِ وَقد ذكرنَا مَا فِي كل مُسْند من الْغَرِيب أَولا فأولا على ذَلِك التَّرْتِيب ليَكُون مَتى أشكل عَلَيْهِ شَيْء مِنْهُ قصد إِلَيْهِ فَوَجَدَهُ فِي غَرِيب ذَلِك الْمسند مُفَسرًا على حسب مَا وجدنَا بعد الْبَحْث عَنهُ فِي مظانه وَالِاجْتِهَاد فِيهِ