قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ قَالَ دحْيَة فناولته كتاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقبل خَاتمه وَوَضعه تَحت شَيْء كَانَ عَلَيْهِ قَاعِدا ثمَّ نَادَى فَاجْتمع البطارقة وَقَومه فَقَامَ على وسائد ثنيت لَهُ وَكَذَلِكَ كَانَت فَارس وَالروم لم يكن لَهُم مَنَابِر ثمَّ خطب أَصْحَابه فَقَالَ هَذَا كتاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الَّذِي بشرنا بِهِ الْمَسِيح من ولد إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم فنخروا نخرة فَأَوْمأ بِيَدِهِ أَن اسْكُتُوا ثمَّ قَالَ إِنَّمَا جربتكم كَيفَ نصرتكم للنصرانية
قَالَ وَبعث إِلَيّ من الْغَد سرا فادخلني بَيْتا عَظِيما فِيهِ ثَلَاثمِائَة وَثَلَاث عشرَة صُورَة فَإِذا هِيَ صور الْأَنْبِيَاء وَالْمُرْسلِينَ قَالَ انْظُر أَيْن صَاحبك من هَؤُلَاءِ قَالَ فَرَأَيْت صُورَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَأَنَّهُ ينظر قلت هَذَا قَالَ صدقت فَقَالَ صُورَة من هَذَا عَن يَمِينه قلت رجل من قومه يُقَال لَهُ أَبُو بكر الصّديق قَالَ فَمن ذَا عَن يسَاره قلت رجل من قومه يُقَال لَهُ عمر بن الْخطاب قَالَ أما إِنَّا نجد فِي الْكتاب أَن بصاحبيه هذَيْن يتم الله هَذَا الدّين فَلَمَّا قدمت على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ صدق بِأبي بكر وَعمر يتم الله هَذَا الدّين وَيفتح