حجَّة الْوَدَاع وَبقيت البغلة إِلَى زمَان مُعَاوِيَة وَكَانَت بَيْضَاء وَلم يكن يَوْمئِذٍ فِي الْعَرَب غَيرهَا يَقُول مُؤَلفه عَفا الله عَنهُ تَأمل رَحِمك الله قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَا بَقَاء لملك بِخِلَاف مَا قَالَ لهرقل ثَبت ملكه وَإِن لَهُ مُدَّة فَلذَلِك لم يقم للقبط ملك بعد الْمُقَوْقس وَإِلَى زَمَاننَا هَذَا إِلَّا أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دَعَا لَهُم وَأوصى عَلَيْهِم كَمَا يَأْتِي ذكره فِي هَذَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى
وَمن غَرِيب مَا أرويه فِي هَذَا الْمَعْنى وشاهدته عيَانًا أَنه توزر فِي أَيَّام السُّلْطَان حسن بن مُحَمَّد بن قلاوون إِنْسَان من القبط يُسمى بِابْن زنبور وَكَانَ قد تمكن تمَكنا عَظِيما فِي مملكة مصر فرأيته يَوْمًا وَقد ركب فِي الْمحمل وَهُوَ فِي هَيْئَة ضخمة على هَيْئَة ركُوب الْمُلُوك ومناد يُنَادي بَين يَدَيْهِ شاباش يَا ملك الْعَصْر وَالزَّمَان فَمَا مر إِلَّا أَيَّام قَلَائِل حَتَّى أَخذ وَنكل بِهِ أعظم النكال إِلَى أَن مَاتَ فَعمِلت أَن ذَلِك من معنى قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَا بَقَاء لملك يَعْنِي فِي القبط كَمَا أَن الْفرس لَا يكون فيهم ملك كَمَا أخبر صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {وَمَا ينْطق عَن الْهوى}