أما البزي فهو أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع بن أبي بزة. فالبزي نسبة إلى بزة هذا وهو جده الأعلى. كان إماما ضابطا ثقة انتهت إليه مشيخة الإقراء بمكة روي عن عكرمة بن سليمان عن شبل بن عباد وإسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين عن ابن كثير. وكان إمام المسجد الحرام ومقرئه ومؤذنه توفي سنة ٢٥٠ خمسين ومائتين.
وأما قنبل فهو محمد بن عبد الرحمن بن خالد بن محمد المخزومي المكي يكنى أبا عمر ويلقب بقنبل لشدته١. كان إماما في القراءة ضابطا ثقة يؤمه الناس من أقطار الأرض. أخذ القراءة عن أبي الحسن أحمد القواس عن وهب عن القسط عن شبل ومعروف وكلاهما قرأ على ابن كثير. توفي سنة ٢٩١ إحدى وتسعين ومائتين. وفي ابن كثير وراوييه يقول صاحب الشاطبية:
ومكة عبد الله فيها مقامه ... هو ابن كثير كاثر القوم معتلا
روى أحمد البزي له ومحمد ... على سند وهو الملقب قنبلا
٣- عاصم
هو أبو بكر عاصم بن أبي النجود الأسدي والنجود بفتح النون وضم الجيم مأخوذ من نجدت الثياب إذا سويت بعضها ببعض.
كان قارئا متقنا آية في التحرير والإتقان والفصاحة وحسن الصوت بقراءة القرآن قرأ على زر بن حبيش على عبد الله بن مسعود على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقرأ أيضا على أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي معلم الحسن والحسين.
وقرأ عبد الرحمن هذا على الإمام علي وأخذ الإمام علي قراءته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. توفي بالكوفة أو بالسماوة سنة ١٢٧ سبع وعشرين ومائة.
روى عنه شعبة وحفص كلاهما بدون واسطة.
١ قنبل كقنفذ: الغلام الحاد الرأس الخفيف الروح. ذلك أصل معناه, ثم سمى به محمد بن عبدا لرحمن القارئ. انظر القاموس إن شئت.