للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صلاة الكسوف ١ ... فإذا جاز رد الرواية التي صحّ سندها في صلاة الكسوف لمخالفتها لما جرى عليه العمل، وجاز رد رواية خلق الله التربة إلخ لمخالفتها للآيات... فأولى وأظهر أن يجوز رد الروايات التي تتخذ شبهة على القرآن من حيث حفظه وضبطه وعدم ضياع شيء منه ـ كالروايات في نسخ التلاوة ... ـ ومثلها الرواية في سحر بعض اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم ... ومثل هذا وذاك ما خالف الواقع المشاهد كرواية السؤال عن الشمس أين تذهب بعد الغروب.." ٢.

واستند الشيخ رشيد في موقفه هذا إلى أمور، منها:

الأول: عدم كتابة الحديث إلا في وقت متأخر وترجيحه لذلك بعد سرد الأدلة معتمداً على ابن عبد البر في الجامع ٣.

والسبب الثاني الذي حدا بالشيخ رشيد أن يرد هذه الأحاديث وغيرها، أنها رويت بالمعنى الذي فهمه الرواة، فجاءت مضطربة غير متوافقة وتعارضت فتساقطت، وادعى أن أكثر الأحاديث كذلك رويت بالمعنى ٤.


١ انظر: مسلم: الصحيح، ك: الكسوف، ح: ١ (٩٠١) وما بعده (٢/ ٦١٨) وما بعدها، وانظر: النووي: شرح مسلم (٦/١٩٨ـ ١٩٩)
٢ مجلة المنار (١٤/٦٢٣) .
٣ انظر: مجلة المنار (١٠/٧٥٢ـ ٧٦٨) ، وانظر: ابن عبد البر: جامع بيان العلم وفضله (ص: ٦٣ـ٧٢) .
٤ انظر: تفسير المنار (٨/ ٢١٠ و ٩/٥٠٦) ، وقد قلده أبو رية؛ انظر: أضواء (ص:٢٠ ـ ٢١ وص: ٨٠ ـ ٨٥) ونقل نص كلام رشيد رضا (ص:٨٦ ـ٨٧) .

<<  <   >  >>