للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وضعفه هو ضعف الفطرة، وفساده هو فساد الفطرة.." ١.

وكذلك فإن معنى ولادة كل مولود عل الفطرة " أنه يولد مستعداً للارتقاء بالإسلام الذي يسير به على سنن فطرته التي خلقه الله عليها.. وإن كان له أبوان ... على غير ملة الإسلام يطبعان في نفسه التقاليد التي تحيد به عن صراط الفطرة.."٢، ويعنى أنهما يفسدان فطرته الاستعدادية بتلقينه ديناً محرفاً منسوخاً بدلاً من إكمالها" ٣.

العبادة الفطرية:

وإذا كان الدين التعليمي التشريعي يشتمل على عبادات تشريعية الوضع، فهل يشمل الدين الفطري على عبادة فطرية كذلك؟ وما هي العبادة الفطرية؟

ويجيب الشيخ رشيد عن هذين السؤالين بالإثبات، فيرى أن الدين الفطري الذي هو الشعور الوجداني بسلطان غيبي فوق الكون.. يشتمل على عبادة فطرية هي: "التوجه الوجداني إلى هذا الرب الغيبي في كل ما يعجز الإنسان عنه من نفع يحتاج إليه، ويعجز عنه بكسبه ودفع ضر يمسه، أو يخافه، ويرى أنه يعجز عن دفعه بحوله وقوته، وفي كل ما تشعر فطرته باستعداده لمعرفته، والوصول إليه مما لا نهاية له.. وإنما روح العبادة الفطرية ومخها هو دعاء ذي السلطان العلوي، والقدرة الغيبية التي هي فوق ما يعرفه الإنسان ويعقله في عالم الأسباب، ولا سيما الدعاء عند العجز وفي الشدائد، قال صلى الله عليه وسلم: "الدعاء هو العبادة" ٤ هكذا بصيغة الحصر، أي هو الركن المعنوي الأعظم منها.."٥.


١ المصدر نفسه، نفس الموضع.
٢ المصدر السابق: نفسه. وقارن مع: ابن تيمية: درء التعارض (٨/ ٤٦١)
٣ الوحي المحمدي (ص:٢٤١)
٤ الترمذي: السنن: ك: التفسير، ح: ٢٩٦٩ وقال: هذا حديث حسن صحيح (٥/ ٢١١) وابن ماجه، ك: الدعاء، باب١، ح: رقم: ٣٨٢٨، (٢/ ١٢٥٨) وقال الألباني: صحيح.
٥ الوحي المحمدي (ص:٢٣٩ـ ٢٤٠) .

<<  <   >  >>