للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعطيل صفات الله تعالى بالتأويل وجعله عزوجل كالعدم ـ تعالى الله عما يقول المبتدعون علواً كبيراً. فما من صفة من تلك الصفات إلا وهي منصوصة في القرآن أو في الأحاديث النبوية الصحيحة، ولعل كل قارئ للقرآن أو سامع له من المسلمين قد قرأ أو سمع وقوله تعالى: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} ١ وقوله: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} ٢..وسمع قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} ٣ وما في معناها، وقوله تعالى في الملائكة: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} ٤ وقوله: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً} ٥ وقوله عزوجل: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ} ٦ إلخ، وليعلم القارئ أن ما عزاه هذا الرافضي إلى شيخ الإسلام ابن تيمية وتلاميذه الأعلام ثم إلى الوهابية مما ليس في القرآن فهو في الأحاديث الصحيحة ... " ٧.

فهذا التدليل من الشيخ رشيد على صفات الله تعالى يبين أن هذه الصفات ثابتة إما في الكتاب والسنة أو في أحدهما.

ويقرر الشيخ رشيد أن السلف يجمعون بين الإثبات والتنزيه ـ الثابت شرعاً وعقلاً ـ فيقول: "والقاعدة في ذلك أن تنزيه الله تعالى عن مشابهة خلقه قد ثبت بدليل العقل والنصوص القطعية من النقل كقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} وأن السلف يجمعون بين الأمرين: تنزيه الرب ووصفه بما وصف به نفسه من الرحمة والمحبة والرضا والغضب وغير ذلك، وعدم التحكم في التفرقة بين هذه الصفات وصفات العلم والإرادة والقدرة والسمع والبصر والكلام ... " ٨.


١ سورة الفتح، الآية (١٠)
٢ سورة "ص"، الآية (٧٥)
٣ سورة طه، الآية (٥)
٤ سورة النحل، الآية (٥٠)
٥ سورة الفجر، الآية (٢٢)
٦ سورة البقرة، الآية (١٨٦)
٧ مجلة المنار (٢٩/ ٥٩٥)
٨ المصدر نفسه (٢٩/ ٥٣٦)

<<  <   >  >>