للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أعلى وأكمل مما جاء به من قبله من جميع الأنبياء والحكماء والحكام فهو برهان علمي على أنه من عند الله تعالى، لا من فيض استعداده الشخصي" ١.

وقد سبق أن أشرت إلى أن الشيخ رشيد يثبت وقوع آيات كونية للنبي صلى الله عليه وسلم إلا أنه لم يقصد بها التحدي وإقامة الحجة على نبوته ورسالته، بل كان ذلك لأسباب أخرى ٢.

ومن منهج المقارنة الذي يعتمده الشيخ رشيد رضا للوصول إلى الحقائق، أنه قارن أيضاً بين آيات النبيين قبل نبينا وآياته، والحق أن المقارنة تقوم مقام التجربة في البحوث العلمية؛ وتتساوي نتيجتها في القوة مع تلك أو تعلو عليها. لذلك فإن الشيخ رشيد يعتمد منهج المقارنة، لإثبات نبوة نبينا صلى الله عليه وسلم كما نبين في المبحث التالي.

ثانياً: المقارنة:

لدينا قوانين مستقرة في بداهة العقول، منها قانون التماثل، وهو: "أن المثلين يجوز على أحدهما ما يجوز على الآخر، ويجب له ما يجب له ويمتنع عليه ما يمتنع عليه" ٣. ولدينا أيضاً قانون الأولى: وهو: لو أن مثلين اشتركا في صفة أو صفات وزاد أحدهما على الآخر في الصفة أو الصفات فهو أولى بالحكم من صاحبه ٤.

وينتج عن هذين قانون آخر هو: أن التفريق بين المتماثلين كالجمع بين المتناقضين. وعلى هذه القوانين العقلية تكون المقارنة حجة عقلية تنتج حكماً صحيحاً لا مرد له، وعلى هذا الأساس فقد قارن الشيخ محمد رشيد


١ المصدر نفسه (ص: ١٦٧)
٢ الوحي المحمدي (ص: ٨٠ ـ ٨١)
٣ انظر: ابن تيمية: شرح الأصفهانية (ص: ٥٢)
٤ انظر: المصدر السابق (ص: ١١٦ ـ ١١٧) فقد استخدم هذا القياس في حق الله تعالى. وانظر أيضاً: منهاج السنة (٢/ ٥٥ ـ ٦١) فقد استخد نفس القياس في حق الأنبياء، ثم في حق الصحابة.

<<  <   >  >>